رأفت مرة/ كاتب فلسطيني
بعد انتخاب نتنياهو وتحالف غلاة اليمين الصهيوني المتطرف ، وتشكيل الحكومة التي تضم بن غفير وسموتريتش وغيرهم ، بتنا على أبواب مرحلة جديد تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته..
لسنا بحاجة للكثير من الأدلة، لسنا بحاجة للمزيد من البراهين..
انهم مجموعة من القتلة والمجرمين الصهاينة ، الذين تلبسوا لباس العمل السياسي من بوابة الكنيست والحكومة ، وانتخبهم مجتمع أكثر منهم تطرفا ، يشعر هذا المجتمع بالخوف وقرب النهاية ، وفقد الثقة بالمستقبل ، لذلك لجأ إلى مجرمين لحمايته.
انهم مجموعة من المتطرفين الذين تشربوا القتل والحقد والكراهية ، عاشوا دعاة قتل وابادة، ومارسوا القتل والارهاب في مختلف مواقعهم ومراحل حياتهم ، واليوم سوف يستخدمون مواقعهم الوزارية في خدمة كل مخططاتهم :
التهويد ، الطرد ، القتل ، الارهاب ، الترحيل ، الاستيلاء على الأرض، الاستيطان والضم.
لا يوجد فرصة سياسية افضل لهؤلاء لممارسة اجرامهم من الوقت الحالي:
العالم منشغل بالحرب في اوكرانيا ، اوروبا مأزومة ، التوتر في منطقة الصين ، ازمة النفط والغاز في العالم ، الوضع الامريكي الداخلي ، ارتفاع أسعار السلع في معظم دول العالم ، تمزق وانشغال عدد من الدول العربية ، وتواطؤ بعض العرب معهم ، واتفاقيات تطبيع ..
في نفس الوقت :
سلطة فلسطينية ضعيفة ، فقدت حضورها السياسي وتأثيرها ، قادتها يخدمون الاحتلال ، صاروا ادواة حقيقية عنده ، الصراع على الرئاسة يشغلهم وهو لديهم اهم من حقوق الشعب الفلسطيني ، بالإضافة إلى لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مقيدة وعاجزة ، وتمتهن سلوكا سياسيا جار عليه الزمن ، واستراتيجية سلام اندثرت ، هذه السلطة لا تحظى بثقة المجتمع لمواجهة حكومة نتنياهو ..
هناك عاملان اساسيان يمثلان قوة استراتيجية قوية للشعب الفلسطيني:
1.. توجه غالبية الشعب الفلسطيني نحو المقاومة ، والتفافه حولها . هذا الانتشار الواسع لفكر وثقافة واعمال المقاومة في كل بقعة من فلسطين، في الضفة وغزة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 ، وآخرها النموذج الرائع في عمل عرين الأسود.
2..ازدياد قوة وتأثير المقاومة في غزة ، وهناك نموذج ( سيف القدس ) ، ولا نحتاج هنا الى مزيد من التفاصيل ، فالاحتلال الإسرائيلي يضع المقاومة في قطاع غزة في قمة التهديدات التي يتعرض لها ، وهي تفاجؤه دائما بحسن تحركها.
الفريق الصهيوني الذي سيصل للحكم ( كما هو متوقع ) سوف يعمل على إسقاط جميع الخطوط الحمراء.. وتجاوز كل قواعد الاشتباك ، وسوف يميل نحو المزيد من التطرف ، وهو استحوذ على قطاعات مهمة باتت تحت إدارته مثل الإدارة المدنية وحرس الحدود ، رغم من يقول ان هناك عوامل ضاغطة قد تلجم هؤلاء ، منها :
الموقف الامريكي ، والمواقف الدولية الرافضة لسلوك اليمين المتطرف ، وامساك نتنياهو بهذا الفريق حيث يعرف استخدامه وترويضه !! .
لكن تجاوز هذا المعسكر الصهيوني للقواعد والحدود ، يجب أن لا يتم التعامل معه كأي حدث آخر ..ولا كأي تطور سياسي او عسكري عادي.. لأن هؤلاء يخططون لما هو أخطر.
علينا أن ننتبه لأي تصرف صهيوني ، علينا مراقبة الخطوات والاجراءات. ما جرى من تفويض صلاحيات لوزارتي الداخلية والحرب مؤشر غاية في الخطورة.
يجب عدم السكوت الفلسطيني على :
1..محاولة الاحتلال استباحة الضفة الغربية او طرد اهلها او ضمها او ارتكاب جرائم قتل فيها او تدمير بنية المقاومة المتجددة.
2..محاولة شن عدوان واسع على غزة ، بهدف إلحاق تدمير واسع فيه ، او تقويض دوره ومكانته التي وصل اليها في المقاومة وفي ردع الاحتلال ، او ارتكاب مجازر فيه بهدف الترويع.
3..تهويد القدس والاقصى او الاعتداء على هذه المقدسات.
4.. المساس بوضع الفلسطينيين في ال 48 بهدف طردهم او احداث تغيير ديموغرافي او تهديد ومستقبلهم.
هناك خطوط حمر على العالم أن يدرك أن المس بها يعني انفجارا واسعا ، في المنطقة ، يعني سقوط كل القواعد.
ومع الدور الكبير الذي يلعبه اهلنا في كل فلسطين في مواجهة الاحتلال، ادعو إلى موقف قوي ودور أفعل وحيوي أكثر للفلسطينيين في الخارج ، في مواجهة حكومة نتنياهو وعدم السماح لها مطلقا ، تحت أي ظرف باستهداف القدس والاقصى او الضفة وغزة.
على الفلسطينيين في الخارج وهم أصحاب تاريخ في المواجهة ، أن يقفوا بقوة وصلابة مهما كان الثمن ، وأن يقفوا سدا يمنع العدو من تسجيل انتصار ضد اهلنا وقضيتنا.
على الفلسطينيين في الخارج في كل من لبنان وسوريا والاردن ، ان يكونوا شركاء بالعقل والروح والجسد والدم ، في مواجهة ارهاب ثلاثي الاجرام نتنياهو بن غفير وسموتريتش.
على العالم أن يدرك أن تفجير الوضع في الداخل على يد هؤلاء سواء عبر عمل منظم او حدث مفتعل ، سيؤدي إلى تغيير كل القواعد الثابتة..
لا ينبغي لنا التفرج على المس بشعبنا ومقدساتنا ومقاومتنا وقيادتنا التي انتجت عملية سيف القدس ، فالرجوع للخلف جريمة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق