بعدما تشكلت
الحكومة الإسرائيلية الحالية كحكومة صهيونية دينية يمينية متطرفة، وأعلنت في
برنامجها بأن لليهود فقط الحق الحصري في كل الأرض وفي العمل وعلى تعزيز وتطوير
الإستيطان وتجاهل وجود الشعب الفلسطيني واستكمال عمليات التطبيع مع عدد من الدول
العربية بما يحفظ أمنها ويحقق لها مصالحها الإستراتيجية.
وهذه بعض الخطوط
الأساسية لبرنامج الحكومة الذي أنطلق بعده وبرعاية مباشرة من الجيش والموساد
والشاباك سباق من هو الأكثر تطرفاً في صفوف الحكومة والأحزاب والمستوطنين تجاه
الفلسطينيين وأرضهم وعاصمتهم والأماكن المقدسة فيها.
وقد أطلق صافرة هذا
السباق إيتمار بن غفير عبر عملية الإقتحام التي نفذها ضد المسجد الأقصى وبشكل أقل
مما كان قد أعلن عنه، حيث تمت عملية الإقتحام بشكل شبه سري وسريع وفي ساعات الفجر
الأولى خوفاً من الرد الفلسطيني كما حصل في أيار عام 2020 في معركة سيف القدس
واحتمال أن يكون بوتيرة عالية من الضفة الغربية والقدس ومناطق الـ 48.
و يشارك في هذا
السابق قوى وشخصيات من اليمين الفاشي بشقيه الديني والعلماني و ستكون بداية هذا
السباق بالعمل على تكثيف الاستيطان في القدس والضفة الغربية ومنطقتي النقب والجليل
حيث الكثافة السكانية الفلسطينية العالية وأيضاً رفع وتيرة عمليات الاقتحام للمسجد
الأقصى وتعزيز الهجرة اليهودية وتبرير عمليات قتل الفلسطينيين وفرض العقوبات
الجماعية عليهم وسن قوانين عنصرية حاقدة من أبرزها إعدام الأسرى وسحب الهويات.
ومن أبرز الشخصيات
المشاركة بالسباق إضافة لزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، ايتمار بن غفير رئيس
حزب (القوة اليهودية) وبتسلئيل سموتريتش رئيس حزب (الصهيونية الدينية) وأرييه أدرعي رئيس
حزب (شاس) وتوم نيساني رئيس
حركة (في أيدينا) والحاخام شمعون
البويم رئيس ما يسمى (مديرية الحرم) وأرنون سيغال من جماعة (نشطاء الهيكل) ووزراء العدل ياريف
ليفين والخارجية إيلي كوهين ومجموعات مسلحة من عناصر (تدفيع الثمن) ومنظمة (لاهافا) وحركة (كاخ) وجماعة (أمناء الهيكل) و (شبيبة التلال) وغيرهم.
وينطلق هذا السابق
من صميم برنامج الحكومة الإسرائيلية والمخططات الإرهابية والعنصرية والروايات
المزيفة ليسير باتجاه القدس والمسجد الأقصى بهدف إستكمال عمليات التهويد وفرض
التقسيم الزماني والسكاني والمس بكافة الأماكن المقدسة.
على أن يبلغ هذا
السابق ذروته في شهر نيسان القادم حيث تتزامن فيه الأعياد اليهودية وخاصة عيد
الفصح اليهودي (بيسح) مع شهر رمضان
المبارك وهذا ما سوف يؤدي لحدوث مواجهات واسعة دفاعاً عن المسجد الأقصى وستبلغ هذه
المواجهات ذروتها في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك حيث سيكون الصدام الأكبر
والأخطر مع هذا السباق وعمليات الاقتحام بمقاومة وإنتفاضة فلسطينية شاملة شعبية و
فردية تحبط السباق والمتسابقين وتعود القدس عنواناً للوحدة ومساراً للمرحلة
المقبلة التي تبشر بانتفاضة ثالثة انطلاقا من الضفة الغربية التي يردد فيها الشباب
الفلسطيني اليوم في ميادين المواجهة مع الاحتلال ما قالوه في بداية الانتفاضة
الثانية (ما في خلاص غير ضرب
حجارة وطخ رصاص).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق