يعتمد الغرب سياسات احترافية لتحقيق مصالحه المتعددة بعد مراحل الاحتلال المباشر وما نتج عنها من ترسيخ لفكرة (الانقياد) و (القطيع) في الذهن الجمعي لدى الشعوب المستضعفة، إن الوحشية الغربية لا تقتصر على التنفيذ النمطي للإرهاب الوحشي بأشكالها الميدانية التي تتبعها القوات الغازية أو المحتلة، لقد تجاوز الغرب ذلك حتى أبدع في خلق أدوات أكثر بشاعة وأجراماً، ومن هذه الأدوات هو الشكل المفزع لحصار الدول التي تسعى لأخذ شخصيتها المستقلة والرافضة للهيمنة والاستعمار، حتى كل من يختلف مع هذا الغرب المتوحش تفرض عليه مجموعة كبيرة من القيود الظالمة، إن الولايات المتحدة الأمريكية هي اليوم قبلة التوحش العالمي ومصدر الشر المطلق والمستودع الحقيقي للإرهاب الغاصب للشعوب، فبعد سنوات التوجيه للمجموعات الإرهابية المسلحة والسعي في التمويل من مزارع الخليج البترولية لتدمير سورية وبناها التحتية ومرتكزات كينونة الدولة وضرب مؤسساتها الخدمية ومعداتها اللوجستية واستكمال الغطاء لداعش ودعمها لتمزيق خارطة الوطن من خلال (الفاشستية) الدينية، يتربع الاحتلال الأمريكي على آبار النفط السورية بالاعتماد على أدواته الرخيصة لسرقته، فهو بحق استمرار للإرهاب المنظم، إن مراحل الحصار الأمريكي لسورية متعددة منذ عام/ 1973/ وبعد حرب تشرين (أكتوبر) وما تلاها من حرب استنزاف شرعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على فرض حصار اقتصادي على سورية تحت مسميات مختلفة وأقنعة واهية، لكن أخطرها هو الحصار المفروض اليوم، ما يسمى بقانون (قيصر) ذاك الوجه القذر الذي يمثل الديمقراطية الغربية، إن تجفيف مصادر النقد من تجارة واقتصاد خارجي وتأثيره على الصناعة وموادها الخام وقطع الغيار وغيرها، تأثر بشكلها الجلي في تجويع الشعوب ناهيك عن الطاقة والمشتقات النفطية. إن الكارثة الطبيعة التي تعرضت لها سورية كشفت عمق الكارثة الإنسانية والعوامل الاجتماعية من أمن غذائي والطبابة وغيرها من حقوق إنسانية طبيعية تمنع عن الشعب السوري لأسباب كاذبة، إن الاحتلال الأمريكي يدير بشكل احترافي التوحش على مستوى العالم مستفيداً من الخنوع المذل لبعض الدول والحكومات العربية والإقليمية مضافاً الرضوخ الأوروبي وبشاعة النفاق الغربي المعتمد على الكذب والتضليل الإعلامي باسم حقوق الإنسان والحريات، الرحمة للضحايا الأبرياء والشفاء العاجل للمصابين والجرحى، والشكر الجزيل لكل الشرفاء حول العالم من حلفاء وأصدقاء
وسيبقى القرار مقاومة .
الناشط السياسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق