زميلاتي وزملائي الأعزاء،
أكتب إليكم لأقول لكم وداعًا كمدير لشؤون الأونروا في لبنان بالانابة. لقد قبلت بهذا التعيين في لبنان وأنا مدرك تماماً حجم التحديات الهائلة في بلد يمر في أوقات عصيبة غير مسبوقة وحيث الاونروا هي مقدم الخدمات الوحيد للاجئي فلسطين لا بل شريان الحياة لهم. خلال الأشهر الستة الماضية لم أدَخر جهداً في إدارة عمل الوكالة في هذا الاقليم بأفضل طريقة ممكنة رغم التحديات المالية الكبيرة والتحديات الأخرى وبذلت كل ما بوسعي للتخفيف من معاناة لاجئي فلسطين. الطريق ما زالت طويلة والعمل المطلوب كثير.
لقد حان الوقت لكي أغادر وأسلّم الإدارة الى زميلتي دوروثي كلاوس التي ستباشر مهامها كمديرة للأونروا في لبنان بتاريخ 13 شباط/فبراير . لقد تسنى للكثيرين منكم العمل عن كثب مع دوروثي منذ انضمامها الى الوكالة في العام 2014، أولا كنائبة مدير الاونروا في الاردن للعمليات ومنذ العام 2017 كمديرة لبرنامج الإغاثة والشؤون الاجتماعية. وفي إطار منصبها تولّت قيادة عملية إصلاح العمل الاجتماعي داخل الوكالة وأطلقت وفريق عملها مبادرة التحوّل الرقمي لنظام تسجيل لاجئي فلسطين. وكانت دوروثي قد انضمت الى الأمم المتحدة في العام 2000 كموظفة فنية مبتدئة في اليونيسف في اليمن ومن ثم تولّت مهاما عدة في غرب آسيا والشرق الأوسط وافريقيا. لقد بنت خبرة مهنية طويلة في مجالات تخطيط البرامج والسياسات الاجتماعية والحماية الاجتماعية والأبحاث. تحمل دوروثي شهادة ماجستير في الفلسفة والإثنولوجيا وماجستير في المساعدة الانسانية وشهادة دكتوراه في الجغرافيا. في العام 2003، تم نشر أطروحة الدكتوراه التي أعدتها وهي بعنوان "لاجئو فلسطين في لبنان – الى أين الانتماء؟" . بين العامين 1996 و1999 أعدّت دراسات انثروبولوجية حول مجتمع لاجئي فلسطين في لبنان. إنضموا الي بالترحيب بدوروثي في منصبها الجديد. أتمنى لها تمام النجاح والتوفيق في مهمتها على رأس الوكالة في لبنان وأنا كلي ثقة بأنكم ستقدمون لها كل الدعم والعون لأداء مهمتها.
الزملاء الأعزاء في اقليم لبنان، أقدِر لكم كثيرا الدعم والمساندة التي قدمتموها لي وأنا أكن كل الاحترام والتقدير لموظفي الأونروا الذين يؤدون الخدمة بكل تفانِ واندفاع.
ولمجتمع لاجئي فلسطين في لبنان أقول إن الاونروا لن تتخلى عنكم ابدا وسنستمر ببذل كل ما هو مطلوب للوقوف الى جانبكم في هذه الأوقات الصعبة والاستثنائية. الاونروا تكافح كل يوم للاستمرار في تقديم خدماتها وتنفيذ ولايتها رغم كل الصعاب.
أختم بالقول انه كان شرفاً لي أن أخدم في هذا المنصب وحان الأوان لأعود الى منصبي الأساسي على رأس برنامج البنية التحتية وتحسين المخيمات في الرئاسة. سيبقى دائما لاقليم لبنان مكانة خاصة في قلبي.
أتمنى لكم جميعاً التوفيق والنجاح والتحلي بالقوة.
منير منة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق