النشرة
تلاقت العاصفة الطبيعية "مريم" التي ضربت لبنان الأسبوع المنصرم، تزامنا مع تداعيات الزلزال الكارثي الذي وقع في تركيا وسوريا، لتضيف الى مآسي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان معاناة جديدة، إذ كشفتا عن واقع المنازل المزري داخل المخيمات، والتي تتفاوت بين متصدعة وآيلة للسقوط في أي لحظة وعند هبوب أي عاصفة جديدة أو حصول هزة ارتدادية جديدة.
ما يزيد من مخاوف القاطنين في هذه المنازل بانهيارها على حين غرّة، عدم قدرتهم على ترميمها لارتفاع كلفتها المادية ارتباطا بغلاء أسعار مواد البناء وبالدولار، أو إستئجار أخرى بديلة نظرا للأزمة المعيشية اللبنانية الخانقة وطول أمدها من جهة، وبطء وكالة الاونروا في تنفيذ برنامج اعادة الإعمار السنوي والذي يسير ببطء كالسلحفاة.
وأكد أمين سرّ "اللجان الشعبية الفلسطينية" في لبنان عبد المنعم عوض لـ"النشرة"، ان ارتدادات العاصفة والزلزال لم يمرّا بخير في بعض المخيمات، إذ تضرّرت عشرات المنازل التي تعاني أصلاً من التشقّقات والتصدّع والنشّ، وابرزها في مخيم "جلّ البحر" وتجمّع "الشبريحا" في منطقة صور، وفي مخيّمي عين الحلوة في منطقة صيدا ومخيم البداوي في الشمال"، موضحا ان "اللجان الشعبية" بالتعاون مع اتحاد المهندسين في المخيمات والتجمّعات، باشرت القيام بمسح ميداني على المنازل التي تضرّرت والمتصدعة والآيلة للسقوط والتي باتت تشكل خطراً متزايدا على حياة قاطنيها.
وتطالب أوساط مسؤولة بضرورة اعلان المخيمات والتجمعات الفلسطينية مناطق منكوبة، واعتبار الزلزال والعاصفة شكلا ناقوس الخطر الجديد بضرورة الإسراع بترميمها، سيما وأن العديد من تلك المنازل مدرجة على كشوف وكالة "الأونروا" وفق مسح ميداني ولكن لم تجر عمليات ترميمها حتّى اليوم، ما يفاقم المخاوف من انهيارها في اي لحظة.
ودعا مسؤول ملف "الأونروا" في "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان جهاد محمد عبر "النشرة"، الوكالة إلى اعتبار المخيمات والتجمعات مناطق منكوبة بعدما كشفت العاصفة وتداعيات الزلزال معا عن سوء وضع المباني داخلها"، محذرا من حصول كارثة، قائلا "إن سقوط بعض الأسقف على رؤوس السكان بسبب العوامل الطبيعية ومرور الزمن عليها تتواصل فصولا، ونخشى من ارتدادات أي زلزال أو هزة لانهما كفيلان باحداث فاجعة تزيد من الويلات والمآسي"، مؤكدا "أن المطلوب قيام "الأونروا" بمسح شامل وإعلان حالة طوارئ تصل لمرحلة إعلانها مناطق منكوبة.
وأعلنت "الأونروا" مؤخرا عن وجود ما يقارب 5200 منزل بحاجة إلى إعادة ترميم مستعجلة داخل المخيمات خوفا من سقوطها على قاطنيها، ورغم ذلك لم تحرك ساكنا تحت ذريعة العجز المالي، علما إن قسم الهندسة في الوكالة في لبنان لا توجد لديه ميزانية من الموازنة العامة منذ أكثر من خمس سنوات وهو يعتمد بشكل كلي على المشاريع الممولة من الجهات المانحة.
وحمل مسؤول "دائرة اللاجئين والاونروا في "الجبهة الديمقراطية" في لبنان فتحي كليب، الجهات المعنية مسؤولية الاستجابة السريعة للاحتياجات الانسانية المتعلقة بترميم المنازل المتصدعة والآيلة للسقوط والتي يزيد عددها على خمسة آلاف منزل مرصودة من قبل الاونروا التي دائما ما تضع المشكلة المالية سببا اساسيا يمنعها من القيام بدورها لجهة ترميم المنازل خاصة تلك التي لم تعد صالحة للسكن، رغم اقرارها بحقيقة وجود المشكلة.ووفقا لإحصاءات "الأونروا"، يعيش حوالي 210 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، من ضمنهم حوالي 30 ألف فلسطيني قدموا من سوريا في السنوات العشر الماضية، في المخيمات المكتظة أو خارجها، بينما مسجل على قيودها اكثر من 540 ألف نسمة، فيما إحصاء الدولة اللبنانية الأخير قدر عدد المتواجدين بنحو 175 ألف نسمة.
ورغم التضارب في الاحصائيات والاعداد، فان نسب الفقر بين اللاجئين ووفق "الاونروا" وصل إلى 93%، في حين تخطت النسبة الـ80% لمجمل المقيمين على الأراضي اللبنانية، ما دفع مسؤولو الوكالة أنفسهم الى وصف الحياة بأنها وصلت إلى الحضيض في لبنان والوضع بأنه كارثة... الناس على حافة اليأس وليس لديهم ما يخسرونه بعد الآن" وهو ما ترجم في غرق الكثير منهم في قوارب الموت في البحر بحثا عن حياة كريمة وآخرها في القارب الذي غرق قبالة السواحل السورية في طرطوس.
ومع وقوع الزلزال، اطلقت الاونروا نداء عاجلا لتلبية احتياجات اللاجئين اذ هناك حوالي 438 ألف لاجئ فلسطيني في 12 مخيماً في أرجاء سوريا، فضلا عن شمالها التي تعد مسكنا لحوالي 62 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في المخيمات الأربعة التالية وحولها: مخيم اللاذقية، ومخيم النيرب، ومخيم عين التل، ومخيم حماة، وبأن حوالي 90% من العائلات في حاجة للمساعدة بسبب الزلزال.
وناشد مدير "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" "الأونروا" علي هويدي التدخل الفوري والعاجل وتقديم كل ما يلزم من احتياجات من إيواء وغذاء ودواء وكساء ومحروقات للمتضررين من الزلزال الذي ضرب مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في شمال سوريا، داعيا في الوقت نفسه المانحين والمجتمع الدولي للاستجابة العاجلة والفورية مع الطلب الذي أعلنت عنه "الأونروا" والخاص باحتياجات 57 ألف من اللاجئين الفلسطينيين المتضررين من زلزال تركيا وسوريا، وقيمته 2.7 مليون دولار.
وأعلن المدير العام لدائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سوريا السفير أنور عبد الهادي، بأن المخيمات التجمعات تعرضت إلى نكبة جديدة بفعل الزلزال، وخاصة مخيمات الرمل والنيرب والتجمعات الفلسطينية في الشمال السوري، موضحا إن أعداد الضحايا من الفلسطينيين في مختلف المناطق السورية وصل إلى 46 لاجئاً فلسطينياً في حصيلة غير نهائية، نظراً إلى استمرار أعمال الإنقاذ في بعض المناطق، في وقت لا يزال مصير عدد من العائلات الفلسطينية مجهولاً حتى اللحظة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق