خوفاً من انهيار (دولته) التي أنشأها،
وخوفاً من تحولها إلى(دولة) ميليشيات وعصابات تجعل مسألة الانهيار والزوال مسألة
وقت، يتوقع أن يشارك الجيش الإسرائيلي في المظاهرات ضد الحكومة كلي يلعب في الأزمة
الداخلية دوراً مركزياً مناطاً أساساً به منذ العام 1948، وذلك على الصعيد
السياسي والأمني والاجتماعي، و سيكون الهدف من مشاركته منع وقوع الحرب التي يخشاها
داخلياً وخارجياً.
ومن المعروف ان
الجيش الإسرائيلي كان وما يزال يلعب دوراً وظيفياً تابعاً للولايات المتحدة
الأمريكية، وهذا الدور زاد من مخاوفه و لم يبددها خاصة مما يسميه الخطر الوجودي
الذي ترتفع وتيرته الان جراء سياسة الحكومة الحالية التي تبالغ بخطاباتها وأفعالها
دون معرفتها بالقدرات الحقيقية التي يمتلكها الجيش رغم ما فعلته أسلحته الفتاكة
وخاصة سلاح الجو بالقصف عن بعد وعجز عن المواجهة العسكرية المباشرة في لبنان وغزة
والضفة والقدس، فكيف بحرب متعددة الساحات و الجبهات.
وقد دفعت تداعيات عملية القدس وما سبقها من
عمليات إقتحام للمسجد الأقصى ومخيم جنين والهجوم الأخير ضد مبنى في مدينة أصفهان
الإيرانية على يد عملاء تابعين إلى جهاز الموساد قيام قادة وجنرالات سابقون في
الجيش الإسرائيلي بدعوة الجيش للتحرك ضد هذه الحكومة التي قالوا عنها إنها ترد على
العمليات والضربات في المكان الخطر والمكلف ويحمل الإسرائيليون كلفة لا قدرة لهم
عليها من قبل الفلسطينيين وحلفائهم.
ويتوقع أن تكون بداية المشاركة بالمظاهرات ضد
الحكومة من قبل الجيش من خلال المسيرة التي تعد لها مجموعة من أعضاء وحدة النخبة
في الجيش الإسرائيلي (سايرت ماتكال) لتكون هي البداية و المقدمة لمظاهرات يشارك فيها
ضباط وجنرالات سابقون يطالبون بعدم تسييس الجيش الذي لا يستطيع تحمل كلفة أداء
وسياسة الحكومة الحالية خاصة و ان الجيش الإسرائيلي لم يعد بإمكانه توفير الأمن
للإسرائيليين، أو فرض الاستسلام على الفلسطينيين. وبات أيضاً غارقاً
في أزقة و شوارع مدن ومخيمات الضفة الغربية بقرارات تصدر عن حكومة تضم وزراء لم
يخدموا يوماً واحداً في الجيش ولا يتمتعون بأي خبرة أو ثقافة عسكرية.
ولذلك يتوقع في الأيام القادمة أن تكون مشاركة الجيش ذات تأثير بالغ على
المشهد السياسي الإسرائيلي خاصة وأن 80% من القطاعات والمساحات المدنية هي بيد
الجيش الذي تقول تقارير ودراسات صادرة عن جهات مقربة منه أنه يخاف اليوم من أن
تمتلئ الشوارع خاصة في تل أبيب بالكثير من الدماء، بعد انتشار الفساد والخلافات و
الإحباط الذي يمكن ملاحظته من خلال ما كتبه أحد المستوطنين على حائط دورة المياه
في مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب يقول فيه:
ليذهب السفارديم
إلى إسبانيا، والأشكناز إلى أوروبا والجميع إلى الصحراء فقد سببت لنا هذه الأرض ما
يكفي من المتاعب والخوف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق