محمد دهشة - نداء الوطن
انتقل مخيّم عين الحلوة من حالة القلق إلى الإستنفار العسكري القابل للإشتعال في أي لحظة بعد فشل مساعي تسليم مطلق النار (خالد.ع) المنتمي إلى «عصبة الأنصار الإسلامية»، على «الفتحاوي» محمود زبيدات ما أدّى إلى مقتله، قبل أسبوع في بداية الإشتباك بين عناصر من حركة «فتح» من منطقة البركسات، وناشطين إسلاميين من منطقة الصفصاف.
الاستنفار العسكري بلغ ذروته بعدما استقدمت «فتح» المئات من عناصرها من بعض المخيّمات الفلسطينية في الجنوب وعلى دفعات متفرّقة وبلباس مدني من دون أسلحة، وفق ما أكد مسؤول فلسطيني بارز لـ»نداء الوطن»، من أجل الضغط الجدّي على قيادة «العصبة» أولاً وعلى كلّ القوى الفلسطينية ثانياً لتسليم مطلق النار وفق الاتفاق الذي تمّ لتطويق ذيول الاشتباك.
في اجتماعات «هيئة العمل المشترك الفلسطيني» في منطقة صيدا وفي ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا، اتّفق على تسليم (خالد.ع) ولكنّ التنفيذ على الأرض تعثّر بعد الإختلاف على الآلية، فـ»العصبة» رفعت الغطاء السياسي عنه، ولكنّها طلبت من ذويه تسليمه على اعتبار أنّ إطلاق النار لم يكن قراراً تنظيمياً، بينما ذووه اعتبروا أنّه لم يكن مع عائلته عندما أطلق النار وإنّما مع «العصبة»، فعادت الأمور الى المربّع الأول من التوتير من دون التفجير.
وروى شهود عيان أنّ «فتح» وبعد استقدامها العناصر، نصبت دشمة في الشارع الفوقاني بالقرب من منطقة البركسات ووضعت شادراً حاجباً للنظر، كما فعلت في منطقة الطيرة جنوب المخيّم، بينما قالت أوساط الحركة إنّ استقدام العناصر الى عين الحلوة هدفه تعزيز القوة العسكرية للضغط باتجاه تسليم القاتل، وإنّ الخيارات مفتوحة بكلّ الاتجاهات، من دون إعطاء مهل محدّدة لإنجاز المهمّة.
وتخشى أوساط فلسطينية انفلات الوضع الأمني في المخيّم، وتصف الأجواء بأنّها مشحونة الى حّدها الأقصى، وتكفي رصاصة واحدة ولو بالخطأ لتفجير الوضع. بينما استبعدت أخرى ذلك ارتباطاً بالداخل الفلسطيني وتصعيد الاعتداءات الإسرائيلية حيث المطلوب الوحدة ودعم صمود المقاومين، وارتباطاً بالأوضاع اللبنانية حيث تفاقم أزمة الخلافات السياسية والاقتصادية والمعيشية.
وفيما كان اللافت عدم عقد أي اجتماع فلسطيني على المستوى السياسي لمواكبة التطوّرات العسكرية والميدانية، علمت «نداء الوطن» أنّ رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود والمسؤول السياسي لـ»الجماعة الإسلامية» الدكتور بسام حمّود، ومسؤول حركة «أمل» في منطقة صيدا بسام كجك، دخلوا على خط التهدئة والوساطة بين «العصبة» و»فتح»، وأجرى حمّود سلسلة اتصالات بكلّ من سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبّور وقادة الحركة في لبنان، من أجل ترتيب لقاء يجمع الطرفين ويقوم على أساس الحوار من دون الإحتكام الى السلاح واللجوء الى القوة العسكرية.
وأدّى الاستنفار العسكري المصحوب بسيل من الشائعات الفتنوية، إلى نزوح مئات العائلات من مناطق الصفصاف، وعكبرة وطيطبا والبركسات خشية اندلاع اشتباكات، في وقت شلّت فيه الحركة داخل المخيّم برمّته، بعدما كانت مقتصرة على الشارع الفوقاني حيث وقع الاشتباك، وأقفلت المحال التجارية وتراجعت الحركة في سوق الخضر، وبقيت أبواب مدارس ومؤسسات «الأونروا» موصدة.
يذكر أنّ سلسلة اشتباكات وقعت بين حركة «فتح» والإسلاميين، أبرزها في العام 2015 في منطقة طيطبا وأدّت إلى سقوط قتيلين، وفي آب من العام نفسه بعد نجاة العميد سعيد العرموشي «أبو أشرف» من محاولة اغتيال وأدّت إلى سقوط ثلاثة قتلى، وفي 2017 بين «القوة المشتركة» وحركة «فتح»، وبين مجموعة الناشط الإسلامي بلال بدر الذي اعترض على انتشار القوة في الشارع الفوقاني، وانتهت بسيطرة «فتح» على أجزاء كبيرة من حي الطيرة. وفي 2019 بين «فتح» والناشط الإسلامي بلال العرقوب، ما أدّى إلى مقتله واعتقال نجله يوسف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق