في تمام الساعة الواحدة من
ظهر يوم 21 أيلول عام 1982 تلقت مجموعة مدنية من كوادر حركة فتح كانت موجودة في
منطقة حارة حريك معلومات تفيد بأن آرييل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي موجود
بالقرب من مستديرة السفارة الكويتية في بيروت، يلتقي مع عدد من ضباط وجنود الجيش
الإسرائيلي ممن شاركوا بحصار بيروت ومجزرة صبرا وشاتيلا.
وبناءً على تلك المعلومات
تحركت المجموعة التي جهزت نفسها باسلحة رشاشة باتجاه المكان المذكور، سيراً على
الأقدام، سالكين طرق مختصرة من ساحة الغبيري باتجاه الحرش والحي الغربي وصولاً إلى
النقطة المحددة بجانب المدينة الرياضية حيث تموضعوا مصوبين بنادقهم نحو النقطة
التي أصبحت تبعد عنهم أقل من 70 متراً، وبعد التحقق من وجوه الموجودين، تأكدوا من
وجود الهدف وهو آرييل شارون بجثته الضخمة وقرروا أن يطلقوا باتجاهه زخات متتالية
من الرصاص ثم التقدم نحوه للتأكد من مقتله.
وللبدء بالعملية إتفقوا على
التقدم لأمتار إضافية باتجاه الرصيف المقابل، ومن ثم الهجوم ولكن شارون وبشكل
مفاجئ توجه بسرعة لافتة نحو سيارته وهي من نوع ترانس أم كانت متوقفة بجانبه وغادر
بها مسرعاً باتجاه ملعب الغولف، وما كان من المجموعة التي أصبح أحد أعضائها سفيراً
لدولة فلسطين في إحدى الدول إلا وأن تفتح النار على الجنود وهي غاضبة لخسارة الهدف
الثمين الذي أفلت منها.
وفي نفس توقيت تلك العملية
كان جهاز الموساد الإسرائيلي يحضر لعملية إغتيال للرئيس ياسر عرفات عبر إستهداف
سلاح الجو الإسرائيلي لطائرة شحن كان من المتوقع أن تقل الرئيس عرفات من أثينا إلى
القاهرة.
وكان آرييل شارون قد ضغط
على رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت رافائيل إيتان لتنفيذ تلك
العملية، وبالفعل تم وضع طائرتين من طراز أف 15 بحالة تأهب لتنفيذ العملية، حيث
كان عملاء للموساد موجودين في مطار أثينا قد قالوا إنه تم تحديد هوية الرئيس
عرفات، ولكن شكوك حول ذلك أدت لتأخر العملية وسط تساؤلات حول لماذا يسافر عرفات في
هذا النوع من الطائرات ولماذا إلى القاهرة.
ولكن عملاء الموساد وقتها
عادوا وأكدوا إنه هو مع لحية أطول. وهذا بالتأكيد لم يقنع قائد سلاح الجو
الإسرائيلي الذي توجه لرئيس الأركان بالقول: إننا حتى الآن لا نملك تأكيداً
نهائياً من أن ياسر عرفات على متن الطائرة، ويجب تحديد هوية مرئية له.
وبعد حوالي نصف ساعة عادت
مصادر الموساد والإستخبارات العسكرية الإسرائيلية لتقول: إن الرجل الذي على متن
الطائرة هو الدكتور فتحي عرفات الأخ الأصغر للرئيس عرفات وهو طبيب أطفال ومؤسس
لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وكان يرافق 30 طفلاً فلسطينياً مصابون في مجزرة
صبرا وشاتيلا وكان ينقلهم للعلاج في مصر.
وعن هذه العملية يقول
الصحافي الإسرائيلي رونين برغمان: كان شارون يريد إسقاط الطائرة فوق البحر في
منطقة لا تغطيها الرادارات ويصعب تحديد سبب سقوطها أو الوصول إليها. وأما عن
العملية التي هرب منها شارون بسيارته فيقول أحد المشاركين في تلك العملية: لقد
استمرينا بملاحقته وبقينا كابوساً يطارده حتى في غيبوبة ما قبل الموت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق