(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) صدق الله العظيم.
بيان صادر عن حركة فتح - إعلام الساحة اللبنانية
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الساحة اللبنانية، وخاصة التي تستضيف جماهير شعبنا الفلسطيني في كافة المخيمات، وكافة التجمعات منذ النكبة العام 1948. فنحن ضيوف مؤقتون في هذه الغربة، ونتشوَّقُ للعودة إلى أرضنا المباركة کي نحررها من المحتلين، ونحِّصن المساجد والكنائس، والآثار الإسلامية التي تتحدثُ عن تاريخنا، وعن أمجادنا الإسلامية والعربية. إننا نحلمُ بالعودة إلى أرضنا التي بارك اللهُ بها، وجعل أقصانا المبارك المسجدَ الذي صلى فيه جميع الانبياء والرسل في ليلة الاسراء والمعراج قبل العروج إلى السماء.
من خلال هذه المقدمة فإننا أردنا أن نذكِّر كلَّ أبناء شعبنا في فلسطين أرضِ المنشر والمحشر، وأيضاً في لبنان الشقيق الذي استضافنا في أحلك الظروف، وما يزال على العهد والوعد. وهذا دينٌ كبير في رقبتنا، وسنكون نحن الشركاءَ في بناء وصيانة وحماية أمن لبنان، وأهله، والحرص الدائم على حالة التعايش كي نكون يداً واحدة على طريق تحرير فلسطين.
ومن خلال ما تقدَّم فإننا في حركة فتح، وانطلاقاً من التجارب السابقة والمؤلمة، والتي شهدت الاشتباكات والاغتيالات، وسقوط الشهداء والجرحى، والمعوقين، أضف إلى ذلك حالةَ الرعب، والخوف، والانفجارات، واستخدام الاسلحة على اختلافها التي أرعبتْ النساءَ والأطفال، والعاجزين عن الحركة فكنَّا نحن كمن يقاتلُ نفسَه وهو منغمس في عملية إطلاق النار.
يا أبناء شعبنا الصامد والصابر ... أنتم رصيدُنا الوطني في مسيرتنا الثورية التي بدأناها في 1/1/1965 وما زلنا، وسنبقى دائماً مع أهلنا، وابناء شعبنا، وسنجعل دائماً من أجسادنا قلاعاً لصمود أهلنا في كافة المخيمات، وبالتالي فإن المخيم هو القلعةُ الأخيرة لنا في هذه الغربة المرة لأن وحدتنا الوطنية هي السلاح الفتاَّك والأقوى الذي يُدمر كلَّ الأفخاخ، والألغام، والمكائد التي تعترض طريقَنا، وتصِّوب السهام إلى قلوبنا .
إنَّ من أشعل الفتنةَ لم يكن يريد الخير لفلسطين ولا لأبنائها، خاصة أن الجميع يعرفون أنَّ لكل فعلٍ ردةُ فعل، ولذلك فإن استخدام السلاح وبشكل متعمَّد في زواريب المخيم أمرٌ مرفوض ومدان، لأن البيوت متلاصقة، وليست هناك ممرات واسعة تتسع للاشتباكات، إنها أزقةٌ لا تستقطب اكثر من إثنين، وأي اشتباك سيؤدي إلى سقوط العديد من الجرحى والقتلى، فهل إطلاق النار في داخل الدروب والزواريب بين فريقين فلسطينيين شيء يخدمُ أهلنا المساكين الذين يعيشون على أعصابهم طوال ساعات بل أحياناً طوال أيام، وهذا المشهد حقيقةً يجعلُ شعبنا الذي يعشق الحريةَ والعودة في وضعٍ مأساوي وبالتالي ينزع ثقته بقيادته التي لا تستطيع أن تحمي أطفاله، وأسرته، و أمَّه العجوز، ووالده المُسِن ونحن اليوم جميعاً نعيش ظروفا حالكة ومؤلمة أمام ما يحدث في عين الحلوة عاصمة المخيمات في لبنان.
ونحن نرى أن هناك حلاً ملزماً للجميع إذا أردنا أن نوقف نزيفَ الدم، وأن نطفئ نار المؤامرة التي تستهدف مخيمَ عين الحلوة، وأهل عين الحلوة، وأنا قد عشت في هذا المخيم ما يزيد على ست سنوات، وأيضاً في شرق صيدا، واحترام كافةَ العائلات التي عشتُ معهم وتعرَّفت عليهم، وانا حزينٌ عليهم من أن تكون هناك مؤامرة مدمِّرة يريد البعضُ الذي ليس له مصلحة في الهدوء، والاستقرار، وحفظ الدماء ، بأن يفرضَها على هذا المخيم العريق بأهله ، وتاريخه، وزعاماته العشائرية المعروفة، وأيضاً هذا المخيم الذي أثبت تاريخياً بأن زعاماته الدينية والسياسية والعشائرية والوطنية بشكل عام كانت دائماً أقوى وأكبر من كافة أشكال التآمر الذي يستهدف مخيمنا بل يستهدف الانسانَ الفلسطيني ذاته الذي يستعد ليكون شهيداً من أجل تحرير فلسطين.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيم عين الحلوة، أنتم الذين تتحملون العبءَ الأكبر في مسيرة التحرير، لذلك فإننا في حركة فتح، ومن منطلق ثقتنا الكبيرة بكم، وانتم دائماً في الطليعة على مدى السنوات التي مرت، فإننا اليوم نتوجَّه إليكم وكلنا ثقة بأن نضع المصلحة العليا لفلسطين، فوق المصالح الذاتية :
أ- نأمل، ومعنا كلُّ المخلصين والأوفياء بأن نتوكل على الله سبحانه في تعاطينا مع هذه القضايا الحسَّاسة، حتى نكون أقرب للعدالة ، وحتى نطفئ نار الفتنة بالأُخوَّة التي تعوَّدنا عليها عند الملمَّات، والمصائب، والنكبات.
ب - إن الأطراف التي تدخَّلت في معالجة عملية القتل وردات الفعل، وهي أطراف و فصائل، و دوائرسياسية واجهزة أمنية ووجوه كريمة جميعها ناشدت الطرفين بعدم توسيع دائرة اللهب المستعر، وجميع الأطراف تمنَّت على أهل الذي قَتَل وأقاربه أن يباشروا، ومن موقع إحترام الدم الفلسطيني، واحترام القانون الفلسطيني، والقانون اللبناني، لتسليم (القاتل)، ولم يقم أحد باتهام والده، ولكن الاجراءَ الذي لابد منه إذا أردنا حمايةَ أمنِ المخيم وأهل المخيم هو أنَّ القاتل طالما هو معروف يجب أن يتمَّ تسليمُه إلى القضاء، وهذا أمرٌ طبيعي إحتراماً لروح هذا الشهيد، ولأهله، ولأهل المخيم الذين يعيشون على أعصابهم، ونحن كلنا أمل وثقة بأن الأهلَ والجهات المعنية يجب أن تسارع بتسليمِ من قتل علناً وليس سراً، وهذا أمرٌ طبيعي، ويرفع من كرامةِ الأهل، ومن كرامةِ أي فصيل يتبناه، لأن فلسطينَ، وأمنَ مخيماتها وسلامة شعبها اكبرُ من الجميع، وبذلك نفوِّتُ الفرصةَ على كل من يضمُر لشعبنا الشرَّ والخراب.
إنَّ مخيم عين الحلوة ليس ملكاً لطرف بعينه، إنه مُلكٌ للشهداء وأهاليهم، وللأوفياء والمخلصين، وللأجيال المسلَّحة بالايمان حتى النصر والتحرير، والعودة إلى الارض المباركة.
إعلام حركة فتح- الساحة اللبنانية
الحاج رفعت شناعة
8/3/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق