مع ظهور مذيعة قناة الجزيرة ابتكار على الشاشة، اهتزت عروش كثيرة لمذيعين كبار، وبدأت الآراء المختلفة بالظهور والتضارب في الايجابيات والسلبيات لهذه الظاهرة، كون ابتكار هي مذيعة من انتاج الذكاء الاصطناعي، لاتخطيء ولاتتلعثم ولا تنسى، ولاتحتاج لتدريب.
كتب رمزي عوض
شهد العالم خلال القرن الثامن عشر وخاصة أوروبا الغربية نهضة علمية شاملة، اثمرت اختراعات واكتشافات في مجالات كثيرة، والتي أدت بدورها للثورة الصناعية التي ظهرت في القرن التاسع عشر، حيث حلت الآلة مكان الانسان في المصانع، وهنا ظهرت اصوات وجمعيات كثيرة ترفض دخول الالة لتلك المصانع كمصانع السيارات والنسيج.
هذه الثورة جعلت الكثير من العمال يخسورون عملهم، وظهرت اصوات تنادي بمنع تلك الالات من دخول المصانع لان كثيرين يخسرون وظائفهم امام سرعة ودقة واتقان الآلة، فوصل الامر بكثير من العمال ان احرقوا كثير من تلك الآلات، وبدأت الصحافة بالتخويف من دخول الآلة لسوق العمل، لا بل وصل الامر الى البحث عن قوانين لضبط تواجد الآلات في المصانع.
كل تلك الثورة ومخاضها العسير، أدت الى ارتفاع غير مسبوق في النمو الاقتصادي، وكان لها الأثر الكبير على تحسين حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، فاختفت وظائف وحلت مكانها الآلات، ولكن في المحصلة كانت حياة البشرية على المدى الطويل ذات رفاهية اكثر.
وهذا ما يحدث الآن مع الذكاء الاصطناعي، فسوف يحل مكان المحللين الاقتصادين والمخرجين والمبرمجين، وحتى الصحافيين والمذيعين، كما فعلت قناة الجزيرة بظهور المذيعة ابتكار من تقنية الذكاء الاصطناعي.
الخوف البشري مبرر من فقدان وظائف محددة في المدى المنظور، ولكن من دراسة تاريخ الثورة الصناعية ستكون الحياه البشرية في ظل الذكاء الصناعي أكثر رفاهية وسيكون له الأثر الكبير في المستقبل القريب على حياة الناس لتكون حياة ابناءنا أسهل وأفضل.
سنعيش مخاض عسير بالقوننة والادوات الى حين ترسيخ وجود الذكاء الاصطناعي كمكون طبيعي في الحياة البشرية، والى ذلك الوقت سنشهد نظريات وآراء مختلفة ستختفي مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي بين أيدي الجمهور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق