سيادة المطران عطا الله حنا : العدالة مغيبة في مدينتنا المقدسة ونحن بعيدون عن السلام الذي يتغنى به البعض

 

 

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نقدم شكرنا القلبي لكل من تواصل معنا وبكافة الوسائل المتاحة وذلك للمعايدة بعيد القيامة المجيد هذا العيد الذي نحتفي به ولمدة اربعين يوما ونبقى خلال هذه الفترة وحتى وداع العيد نتبادل التحية الفصحية .

المسيح قام ... حقا قام

اننا في مدينة القدس نعيش الفصح ونلمس القيامة امامنا في كل الازمنة والاوقات ذلك لاننا نرى امامنا القبر الفارغ الذي منه بزغ نور الحياة ولذلك فإننا لا نعيد للقيامة فقط خلال الاربعين يوما بل نعيش القيامة ونلمسها امامنا والقبر المقدس يذكرنا وبشكل يومي بهذا الحدث الخلاصي العظيم .

من رحاب القبر المقدس ارسل بمعايدتي ومحبتي وتمنياتي وادعيتي الى كل المحتفلين بهذا العيد في بلادنا وفي مشرقنا وفي العالم بأسره مذكرا اياهم بضرورة ان يصلوا دائما من اجل مدينتنا المقدسة لكي يعود اليها العدل المسلوب ، وقد شاهد العالم بأسره ما حدث يوم سبت النور العظيم المقدس من تعديات وعراقيل وضعت امام المصلين والحجاج لدى توجههم الى كنيسة القيامة .

ان ما حدث يوم سبت النور من ضرب وتنكيل وحواجز وبذرائع امنية واهية انما هي وصمة عار في جبين الانسانية وخاصة العالم المسيحي الذي يجب ان يتحرك رفضا واستنكارا لهذه الاجراءات الغير مبررة والغير مقبولة .

سلطات الاحتلال تقول بأنها تخاف من عملية ارهابية وبأنها تخاف من اشخاص مدسوسين قد يدخلوا بين المؤمنين ويقوموا بفعل ارهابي ونحن نقول بأن ادعاءات من هذا النوع لا تبرر اطلاقا ان يمنع المسيحيون المؤمنون الفلسطينيون منهم والزوار والحجاج ايضا من الوصول الى كنيسة القيامة ، وفي كل عام نقول يجب ان يكون هنالك تحرك ويجب ان يكون هنالك احتجاج ورفض لهذه السياسة ولكن ما نلمسه في الواقع هو ازدياد في هذه السياسة التي تسيء الى اعيادنا والتي تعكر اجواء العيد وفرحة المؤمنين الذين يريدون الوصول الى كنيسة القيامة .

وما اود ان اقوله لمسيحيي القدس ولمسيحيي هذه الديار بشكل عام بأن شدوا الرحال الى كنيسة القيامة في كل الاوقات وفي كل الازمنة وليس فقط في يوم سبت النور  فكنيسة القيامة هي قبلتنا الاولى والوحيدة ومن الواجب زيارة هذا المكان المقدس والصلاة فيه ليس فقط في الاعياد والمناسبات بل في كل الاوقات وفي كل الازمنة .

اعود واكرر بأن ما حدث يوم سبت النور من تعديات وحواجز منعت حتى بعض رجال الدين والراهبات من الوصول الى كنيسة القيامة انما هو عمل لا يمكن القبول به بأي شكل من الاشكال وان الدواعي الامنية التي يتحدثون عنها والتي يريدون من خلالها تبرير ممارساتهم وسياساتهم وادخالنا كمسيحيين في حالة خوف وذعر من عمل ارهابي ما قد يحدث فإن كل هذا لا يمكن ان يبرر ممارسات الشرطة والجيش مع المسيحيين الفلسطينيين ومع زوار وحجاج القدس .

قيامة مجيدة اتمناها للجميع ، أما مدينة القدس فيبدو انها بعيدة جدا عن السلام وما نراه على الارض من ممارسات بحق الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين لا تبشر بأن العدالة قريبة وما هو مطلوب منا مزيد من الصمود والصبر والحكمة والبصيرة ، فالقدس لاهلها ولن تكون لمحتليها ومستعمريها ومهما طال الزمان لا بد ان يعود الحق الى اصحابه .