وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
يواصل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، تحضيراتهم لإحياء ذكرى النكبة الـ75، الذي يوافق في 15 أيار من كل عام، يركزون فيها على إعلان التمسك بحق العودة، وتحرير كامل التراب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني، وإعادة التذكير بما حل بهم من مأساة إنسانية وتهجير. وستشهد المخيمات والتجمعات الفلسطينية على امتداد الأراضي اللبنانية إقامة وقفات، ومسيرات، ومعارض وفعاليات رمزية، تعبر عن تمسك اللاجئين الفلسطينيين بأرضهم وثوابتهم وحقوقهم المسلوبة.
وفي هذا السياق، تحدثت مديرة "جمعية التكافل الاجتماعي"، جمال كليب، لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: 75 عاماً مروا على النكبة، وكانوا يظنون أن الكبار يموتون والصغار ينسون، لكنهم لا يعلمون أن كل طفل قد زرع في قلبة حب فلسطين، وأن هذا الحب العظيم لهذه الأرض المقدسة يأتي بالفطرة"، مؤكدة أنها "مهما عشنا لا يمكننا أن ننسى ما حل بنا، ولم نتخل عن وطن عشقناه ولم نره، وبإذن الله سيتحقق حلم العودة إلى أرضنا عاجلاً أم آجلاً".
وأضافت كليب: "نحن نحضر منذ وقت طويل لليوم المفتوح الذي سيقام اليوم الجمعة في 12 أيار، والذي ينظمه الإطار التنسيقي للمؤسسات العاملة في مخيم عين الحلوة، وذلك في ملعب أبو جهاد الوزير، تحت عنوان: "النكبة وجع يومي والعودة حلمنا المستقبلي"، ويتخلل هذا اليوم أنشطة فنية وتراثية متنوعة"، موضحة أنه "ستكون هناك كلمة خاصة بإطار المؤسسات، بالإضافة إلى فقرات دبكة، وشعر، وتمثيلية عن اللجوء والتهجير، وسيكون هناك نصب خيم، وستحمل كل خيمة إسم قرية أو مدينة فلسطينية، وأيضاً سيكون هناك فقرات خاصة بتراثنا الفلسطيني الأصيل ورسم حنة، وأكلات فلسطينية".
ذكرى لتكريس الدعوة للعودة
من جانبها، قالت مسؤولة ومدربة "فرقة الكوفية للتراث الفلسطيني"، في مخيم عين الحلوة، حورية الفار، إنه "لا يمكننا أن ننسى هذا اليوم، حيث تعيد النكبة ذكرى 10 آلاف فلسطيني على الأقل لقوا مصرعهم في المجازر وعمليات القتل، بالإضافة إلى التهجير القسري الجماعي لآلاف الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم"، مبينة أن "إحياء ذكرى النكبة هذه السنة مختلف، فنحن لن نحيي يوم النكبة إنما ستكون ذكرى للعودة".
وأشارت إلى أن "إحياء ذكرى النكبة وأملنا في عودتنا سيكون من خلال التراث والثقافة والهوية، وتجسيد النكبة والمعاناة، وهدفنا الأساسي هو التركيز على الأجيال الجديدة في تعريفهم بأهمية جذور الوطن التي هي الهوية والتاريخ والأرض والتراث، لذلك للثقافة دور كبير في هذا الموضوع"، مبينة أنه: "من خلال فرقة الكوفية والفرق الفنية المشاركة والجيل القديم (كبار السن) نوصل الرسائل، ونسلم التراث والثقافة، جيلا بعد جيل، حتى يبقى الجيل الجديد متمسكاَ بالتراث، لأنه السبب الأساسي للحفاظ على هويتنا لحين عودتنا إلى الوطن".
وأكدت الفار على أن "هدفنا في مخيمات الشتات هو ترسيخ فكرة حق العودة في ذهن أطفالنا، وتناقل هذه الفكرة عبر الأجيال، لأن من ليس له أرض ليس له تاريخ، ومن ليس له تاريخ ليس له هوية ولا ثقافة، ونحن نقول ونؤكد من داخل مخيمات الشتات أننا ضيوف في هذا البلد لحين تحقيق حقنا في العودة إلى ديارنا، ونحن نسعى إلى زرع حب وعشق الوطن في أطفالنا لأنه البوصلة الأساسية"، موضحة ، "نحن نحضر لإقامة أنشطة في كافة المخيمات، ورسالتنا أننا لا نحيي ذكرى النكبة، إنما ستكون صورة معاكسة، وهي ذكرى للعودة، لعودتنا إلى ديارنا، لذلك سيقام يوم الأحد صباحاً في عين الحلوة نشاط مميز، بالإضافة إلى معرض تشكيلي في مخيم المية ومية بعد العصر، ونصب خيمة، مع تواجد فرق فنية تجسد مراحل النكبة وحق العودة."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق