كثرت التحليلات وارتفعت حرارة التوقعات لنتائج المخاض الإقليمي وانعكاساته المرتقبة على لبنان، خاصة في الملف الرئاسي وحالة الانهيار المالي والاقتصادي .
ونظرا لحالة الوجع التي يتعرض لها شعب لبنان ومن فيه من لاجئين ونازحبن .. ذهب عدد من شهابذة المحللين إلى ربط كل الأزمات اللبنانية بهذه التطورات العربية والإقليمية
صحيح أن لبنان واحدة من دول المنطقة تؤثر وتتأثر بما يجري من تطورات واحداث فيها ..
لكن في كثير من الأحيان كانت تطورات الأحداث على الصعيد الإقليمي اكبر من أزمة لبنان وما يجري فيه، خاصة وأن الإقليم اليوم يعيش أزماته الداخلية ..أزمة التحديات الاقتصادية والأمنية .
المملكة العربية السعودية تعيش أزمة اليمن ..وإيران تعيش أزمة عزلتها وحصارها والانهيار المالي. وسوريا تعيش أزمة ما بعد الحرب والاستقرار والإعمار وهي تحتاج في السلام ما لا تحتاجه في الحرب .
لهذا كانت المصالحات والتسويات بين دول المنطقة اهداف ابعد من لبنان ، بل إن لبنان بقعة بسيطة على طاولة التداول بين الدول الإقليمية ولا شك أيضا الاهتمام بالملف السوري باعتباره ملفا لدولة إقليمية بارزة له أولوية عن الملف اللبناني.
ولا شك أيضا أن المصالحة السعودية الإيرانية كانت لافتة وكانت مفاجئة للكثيرين ..كما كان تدفع الدول العربية للمصالحة مع سوريا وترحيب سوريا بإعادة العلاقات رغم الاتهام بالخيانة والعمالة والمشروع الصهيو امريكي ..رغم كل ذلك فسوريا عادت إلى هذا الحصن العربي وحتما هذا الحصن الذي وجهت السهام نحوه ..عادت سوريا وحلفائها يرحبون ويهللون للمصالحة مع دول وصفت بالخائنة
والملاحظ أن المصالحات العربية مع ايران وإعادة سوريا إلى الحضن العربي جاءت في ظل تقارب وتطبيع علاقات عربية وخاصة خليجية مع العدو الاسرائيلي ..فهل بإمكان دمشق وحلفائها بعد اليوم مهاجمة النظم العربية التي إقامة علاقات وتطبيع مع الكيان ؟
فمن عاد لمن ..هل أصبحت دول الخليج العربي من محور المقاومة والممانعة ام أن دمشق ومع القادم من الايام ستتقدم خطوات باتجاه التطبيع مع دول الخليج وأيضا مع تل أبيب من أجل تدفق الأموال والاستثمارات العربية والدولية وفتح الأسواق السورية أمام الشركات ؟؟؟؟
وهل إيران ستساهم في تعميم هذه السياسة ووقف تدخلاتها في المنطقة العربية أو تراجعها نسبيا مقابل رفع الحصار عنها؟
اسئلة تحتاج لاجابات قبل الغرق في بحر الأوهام.
ولبنان سيبقى آخر درجة في سلم الاهتمامات الإقليمية وستبقى الأزمة اللبنانية بحالة استعصاء وتعسر لأن العالم يشغل نفسه في اوكرانيا والأزمة المالية العالمية والنازحين والاقليم مشغول باليمن وسوريا وحالة الانهيار الاقتصادي والامني التي يتعرض لها.
لذلك لن تكون هناك انعكاسات مباشرة للحراك الإقليمي على لبنان ولن يشغل هذا العالم نفسه في هذه الأيام على الأقل لانتخاب رئيس ..وليس هذا العالم على استعداد لمنح لبنان هبات وقروض ومساعدات تنفقذه من انهياره الا في حالتين
تحديد مستقبل وجود سلاح حزب الله ودوره وبأي اتجاه سيصوب
اصلاحات سياسية ومالية وإدارية
انتخاب رئيس يمكن له المساهمة في التعاون مع المجتمعين العربي والدولي .
هذه الشروط غير ولن تكون متوفرة بالمدى المنظور ...لذلك فالحراك الإقليمي لن ينعكس إيجابا واسعا على لبنان ولن يكون هناك انتخاب لرئيس جمهورية في الأيام القادمة ولن تكون هناك إجراءات ودعم ومساعدة للبنان للخروج من انهياره المالي والاقتصادي.
اللعب البوم في ورقة النازحين السوريين في لبنان...وما برز خلال الأيام الماضية يشير بوضوح إلى حجم المخاطر التي تعالج فيها هذه القضية. المرجحة للتفجير في أية لحظة في حال لم يتمكن لبنان من معالجتها وإعادتهم إلى وطنهم بعيدا عن الحقد والكراهية والعنصرية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق