في الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة فلسطين ودعماً لإنتفاضة أهلنا في فلسطين ومقاومتهم الباسلة، وبدعوة من "جمعية التراث الوطني الفلسطيني" و"لجان العمل في المخيمات"، وبرعاية وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، افتتح يوم الخميس 25/5، في مسرح المدينة في العاصمة اللبنانية بيروت، معرض التراث الوطني الفلسطيني "الثالث عشر" تحت عنوان: "بين النكبة والتحرير عائدون إلى فلسطين"، وذلك بمشاركة جمعيات التراث الفلسطيني في مخيمات اللجوء في لبنان.
حضر الافتتاح ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية وشخصيات سياسية وثقافية وفنية، بالإضافة إلى المشاركين عن المؤسسات التراثية الفلسطينية في المعرض.
بدأت فعالية المعرض بالوقوف على النشيدين اللبناني والفلسطيني.
وألقى كلمة المقاومة الإسلامية مسؤول الملف الفلسطيني في "حزب الله"، الحاج حسن حب الله، فاعتبر أن "التراث الفلسطيني يعني التمسك بفلسطين وحلم العودة إليها"، لافتًا إلى أن "الجيل الجديد المقاوم الذي يبدع بمقاومته للاحتلال في الضفة المحتلة تثبت بأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن فلسطين، وهذا يفضح زيف الدعاية التي صورتها "إسرائيل" بأن الكبار يموتون والصغار ينسون".
ورأى حب الله أن "تصعيد الاحتلال في القدس وتدنيسه للمسجد الأقصى والاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين لباحاته يؤكد زيف ادعاءات السلام وبأن "إسرائيل" تريد السلام لنفسها والقهر والمذلة لغيرها".
وأكد بأن الطريق للعودة والتحرير هي المقاومة بكل أشكالها الفكرية والثقافية والاعلامية وغيرها، ولكن المقاومة المسلحة تبقى هي القائمة والأولوية لها لأن العدو لا يفهم إلا بلغة القوة".
كلمة فصائل "منظمة التحرير" ألقاها أمين سرها في لبنان، فتحي أبو العردات، فأشار الى أن تاريخ النكبة، "تاريخ متواصل من الكفاح والنضال من أجل تحقيق التحرير والعودة". مشيراً إلبى أن "لهذا اللقاء دلالاته في الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية من خلال هذا المعرض التراثي، حيث المطرزات والأشغال اليدوية التي تدعم الرواية الفلسطينية بأحقية الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه".
ودعا أبو العردات إلى احتضان المقاومة المسلحة في الضفة الغربية بكل الوسائل والإمكانات من أجل التصدي لكل اقتحامات قوات الاحتلال"، مؤكدًا على أن المقاومة موحدة في الغرفة المشتركة وهناك تنسيق عالٍ في ما بينها".
كلمة "قوى التحالف الفلسطيني" ألقاها ممثل حركة "حماس" في لبنان، أحمد عبد الهادي، فرأى بأن "التراث الوطني جزء من حياتنا الوطنية. من جهة، نعزز الارتباط بجذور الأرض، ونواجه ادعاءات الكيان الصهيوني بملكية فلسطين، من جهة أخرى".
وأكد بأن "الشعب الفلسطيني وصل إلى مرحلة متقدمة جدًا من مراحل التحرر الوطني، وهو في مواجهة مستمرة مع الاحتلال حتى كنسه عن كل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
كلمة الجمعيات الأهلية، ألقتها رئيسة جمعية التراث الوطني" في لبنان، الإعلامية منى سكرية، حيث وجهت الشكر للمشاركين في افتتاح المعرض، وقالت: " مبروك لكم ولنا ولفلسطين يوم التحرير بقوة المقاومة، التي اعتبرته بأنه يوم من محطات تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها".
ولفتت إلى أن "بين النكبة والتحرير عائدون لفلسطين، هو ليس مجرد عنوان لمعرضنا الثالث عشر لهذا العام.. إنه عنوان صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بتراثه رغم الأزمات الاقتصادية فنحن على يقين بأن النكبة ستزول وسيحل محلها عيد النصر والتحرير".
واختتمت الكلمات بكلمة وزير الثقافة اللبناني، القاضي محمد وسام المرتضى، فقال: "نلتقي اليوم بدعوة من جمعية التراث الوطني الفلسطيني.. نلتقي اليوم في الذكرى الـ75 لنكبة فلسطين .. نلتقي لندعم انتفاضة أهلنا ومقاومتها، وذلك في أرجاء هذا المعرض التراثي الوطني الفلسطيني بطبعته الـثالثة عشرة مستذكرين النكبة ومتوقين للتحرير والعودة إلى فلسطين".
وأضاف: "لقاءنا هذا يستمد فرادته من تطورات غيَرت وجه المنطقة ولفحت فلسطين لأول مرة منذ النكبة بعواصف الحرية.. عواصف أحدثتها المقاومة هبَت لتطيح بأزمنة الهزائم والذل وتحل مكانها أزمنة العزة والإنتصار".
ولفت إلى أن الحلم الفلسطيني لم يستفق إلا بفعل فوهات البنادق ورؤس الصواريخ. كبرت المقاومة في فلسطين وصارت قادرة ومقتدرة، مستهابة ويحسب لها ألف حساب.
وختم المرتضى كلامه، معتبرًا بأن "المعارض الفنية التراثية هي نوع من المقاومة الثقافية التي لها دورها في نشر الوعي المقاوم على طريق تحرير فلسطين، مؤكدًا بأن لبنان وشعبه يتشارك شعب فلسطين في وحدة المصير والمقاومة وسيبقى وفيًا لفلسطين حتى تحرير كل شبر منها".
وفي الختام، قام الوزير المرتضى والحاضرون بقص شريط الافتتاح، ثم جال على أجنحة المعرض الذي يحتوي على منتوجات من التراث الوطني الفلسطيني من مطرزات وحفر على الخشب، خزفيات، لوحات، صور، كتب،...الخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق