لاجئ نت
يحيي اللاجئون الفلسطينيون في لبنان عيد الأضحى المبارك هذا العام، وسط تردي معيشي كبير انعكس على اللاجئين وقدرتهم على شراء ثياب وحاجيات العيد وبدت أجواء العيد طفيفة من ناحية الاقبال على الاسواء ويعود ذلك الى ارتفاع نسبة البطالة وغلاء الأسعار وانعكاسات الأزمة الاقتصادية اللبنانية وتقليص خدمات وكالة الأونروا الذي انعكس بشكل واضح على بهجة العيد لهذا العام
الا ان هذا الواقع الصعب لم يغيب بعض من مظاهر العيد عن شوارع وأزقة المخيمات ونجد العديد من أهالي المخيمات يسارعون بالذهاب الى محلات الحلوى أو عند اللحام من اجل شراء لحمة العيد، ونرى المراجيح المتواضعة تنتشر في ازقة وحواري المخيم وتكتظ الشوارع الضيقة في المخيمات بالرجال والنساء والأطفال والسيارات كلهم خارجين من أجل اجل تامين حاجياته للعيد كما ونرى الحملات التطوعية لتنظيف المقابر التي تعتبر طقساً أساسيا يقوم به اللاجئون الفلسطينيون صبيحة كل عيد استعداداً لاستقبال العيد وتنظيف الممرات إلى القبور كما، وجرى تعبئة خزانات المياه.
وفي مخيم برج الشمالي تقف الحاجة عزيزة الستينة أمام متجرها لبيع الألبسة متحدثةً لشبكة "لاجئ نت" عن "الأحوال المادية الصعبة التي بات يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، نتيجة لارتفاع الأسعار الذي بات يثقل كاهلهم والذي انعكس بشكل واضح على بهجة العيد لهذا العام.
وأشارت في حديثها لشبكة "لاجئ نت" أن حركة البيع واقبال الناس على شراء الألبسة ضعيف جدا واقتصرت المشتريات على شراء الملابس الرخيصة نوعاً ما حتى لو كانت جودتها ضعيفة جدا، فالمهم عندهم لبس ثياب جديدة ورسم البسمة على وجوه أطفالهم.
من جهته يقول أبو قاسم الرجل السبعيني من مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين لـ"لاجئ نت" ان العائلات الفلسطينية تعاني أوضاعاً معيشية صعبة وبات اللاجئ لا يقوى على شراء مستلزمات العيد كالمعتاد، وهذا العام يختلف عن السنوات الماضية نظراً لقلة الموارد المالية مشيرًا إلى أن "اللاجئ الفلسطيني بات لا يقوى على شراء مستلزمات العيد، كما هو المعتاد حتى ان مظاهر العيد اختلفت نتيجة لتغير الظروف وكثرة الهموم ومتطلبات الحياة بين الناس..
وأضاف أبو قاسم أن اللاجئين الفلسطينيين لا زالوا يتمسكون ببعض العادات التي توارثوها عن الأجداد خاصة اعداد الكعك الذي لا يمكن الاستغناء عنه لكونه من أهم مظاهر بهجة العيد وأولى أشكال البهجة والفرح التي يمكنك لمسها عند دخولك للمخيم، هي رائحة الكعك التي تفوح من الأحياء وأزقة المخيمات فنجد النساء يهمون لتحضيره ويتمّ توزيع كمية من الكعك على الجيران وأفراد الأسرة والأقارب في أولى أيام العيد، إضافة إلى تقديم الكعك للزوّار والمهنئين بالعيد، وهي من عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني التي انتقلت عبر الأجداد من جيل إلى آخر.
وفي السياق قالت أم خالد وهي لاجئة فلسطينية من مخيم برج الشمالي أن تحضير كعك العيد له مذاق خاص بالرغم من الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة.
وأشارت "أم خالد" أن لرائحة كعك العيد وحده تكفي لتضفي أجواء الفرحة والسرور والسعادة بين أفراد الأسرة وله معاني كثيرة لوجود جو من الألفة والمودة والمحبة وجمعة الأهل والأولاد للمساعدة في صنع الكعك خاصة بأنه من العادات الجميلة التي تورثناها من جداتنا من فلسطين وواجبنا الحفاظ على هذا التراث، إضافة إلى أنه يعطي بهجة وفرحة للعيد".
من جهته؛ يرى الناشط الفلسطيني أبو عبد الرحمن من مخيم عين الحلوة بأن العيد بالنسبة للاجئين الفلسطينيين جرح لا يلتئم الا بتحقيق العودة الى فلسطين وكامل فلسطين، فحلم العودة إلى فلسطين هو الشيء الذي يراود كل لاجئ فلسطيني وهو يستقبل مناسبة العيد".
بدوره، أشار اللاجئ ابو موسى من تجمع القاسمية للاجئين أن عيد الأضحى الحالي هو الأكثر قسوةً على اللاجئين، ومعظم اللاجئين لم يستطع شراء ملابس العيد لأطفاله وتخلى عن شراء الأضاحي والتي تعتبر من أهم العادات والأعراف الدينية المرتبطة بعيد الأضحى نظراً لارتفاع سعرها الذي تراوح بين الـ5 إلى 6 دولارات للكيلو الواحد إي ان متوسط سعر الخاروف سعره 300 دولار أميركي، وهو رقم مرتفع جدا موضحاً أن معظم اللاجئين لن يستطيعوا شراء اللحم، فضلاً عن ملابس العيد.
وبالرغم من الواقع المرير أعلنت جمعية كشافة ومرشدات الإسراء عن تنظيمها فعاليات "كيرمس العيد" في العديد من التجمعات والمخيمات الفلسطينية في لبنان بأسعار رمزية وشبه مجّانية.
وتعمد العديد من الجمعة والروابط الأهلية في المخيمات والتجمعات الى إقامة فعاليات ترفيهية للإطفال وتوزيع العيديات والحلوى كما وتقوم العديد من الجمعيات الخيرية بتوزيع لحوم الأضاحي على أهالي المخيات والتجمعات الفلسطينية.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، يتوزع معظمهم على 12 مخيماً، ومناطق سكنية أخرى في البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق