وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
يعتبر فن التطريز من الفنون الشعبية الفلسطينية المتوارثة عبر الأجيال، لذلك حرص معظم النساء الفلسطينيات للحفاظ على هذا الفن، ومنعه من الإندثار، وهذا ما قامت به السيدة، سناء فواز مناع، مواليد ١٩٧١، التي تعود أصولها إلى قرية المنشية شمال شرقي عكا المحتلة، وتقيم في مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، حيث أحيت هذا الفن العريق من خلال تعلم التطريز والقيام بعدة تطريزات من أثواب، ولوحات، وتعليقات...، واتخذت هذا الفن مهنة لها، حيث قامت بتخصيص جزء من منزلها الكائن في حي الطيرة بالمخيم، للقيام بالتطريز، وأصبح واجهة للسيدات اللواتي يبحثن عن أثواب فلسطينية للقيام بمناسبات عديدة، كليلة الحنة للعروس أو الأعراس.
وفي هذا السياق، قالت السيدة مناع ل" وكالة القدس للأنباء ": "تعلمت التطريز منذ الصغر، من جارتنا رحمها الله، أحببت التطريز جداً بغرزه وألوانه، وأصبحت أساعدها في تطريز أشياء شخصية كشنطة أو مقلمة، إلى أن قمت بتطريز فستان كامل عند تخرج ابنتي، بالإضافة إلى تطريز تكايات ولوحات كثيرة".
تطريز فساتين تراثية
مبينة أنها "بعد ذلك فكرت في إنشاء مشروع خاص لي، وهو تطريز فساتين تراثية، خاصة بعد أن تم الاستغناء عني في عملي بعد ١٧ سنة خدمة في العمل الاجتماعي، وبدأت في شهر تشرين أول ٢٠٢٢"، مضيفة أن " عملي الآن هو تأجير فساتين تراثية تستخدم في ليلة الحنة، وفي الأعراس وغيرها من المناسبات، فقررت الخوض في هذا المجال بعد متابعتي لليلة الحنة التي تقام للعروس في فلسطين، وأهميتها كتراث فلسطيني وعادات وتقاليد أجدادنا، فتكونت عندي الفكرة".
وأكدت أن "التطريز بالنسبة لي متعة، لكنه يأخذ وقتاً كبيراً، لذلك استعنت بفساتين مطرزة تطريز يد من خارج لبنان، وأنا أعتبر التطريز هوية، وهو رسالة علينا إيصالها للجميع، كي نحمي هذا التراث العريق من الإندثار"، موضحة أن "لبست أمي ٩٤ سنة، فستاناً مطرزاُ، ولبسته أنا وابنتي ٢٨ سنة، ولبسته حفيدتي ٣ سنوات.. هكذا ينتقل التراث من جيل إلى جيل، وسأبقى مستمرة في رسالتي من أجل نشر تراثنا الذي هو هويتنا، ودمجه في حياتنا اليومية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق