للمرّة الأولى، يشقّ الفرح أوساط النازحين الفلسطينيين من مخيّم عين الحلوة إلى مدرسة «نابلس» التابعة لوكالة «الأونروا» في صيدا، وتشرف على إدارتها جمعية «عمل تنموي بلا حدود – نبع»، فمنذ اندلاع الاشتباكات بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم» لم يعرف هؤلاء طعم الأمن والأمان وهم محرومون من العودة إلى منازلهم.
في المدرسة التي تأوي اليوم 45 عائلة فلسطينية نازحة من المخيّم، بعد عودة أكثر من 22 عائلة طوعاً بسبب الهدوء التام الذي يسود المخيّم، صرخت اللاجئة عبير غلوي عويجان من ألمها، تداعى فريق «نبع» للوقوف بجانبها، قبل أن تعاينها طبيبة وتنقل إلى مستشفى «حيرام» في صور، حيث خضعت لعملية ولادة قيصرية وأنجبت طفلة أسمتها «ليان».
بدّل خبر الولادة السعيد مزاج النازحين وسط أزمة النزوح، وجدوا فسحة من الفرح وسط الألم، الوليدة ليان اكتسبت صفة إضافية نازحة، إلى جانب صفتها الدائمة لاجئة، فهي من عائلة فلسطينية – سورية نازحة من حمص، لجأت إلى مخيّم عين الحلوة خلال الأحداث وأقامت في منطقة الصفصاف، قبل أن تجبرها اشتباكات المخيّم على النزوح مجدّداً إلى مدرسة نابلس في صيدا لتستمرّ رحلة اللجوء والنزوح معاً.
ويقول والدها عبد الرحمن عويجان لـ»نداء الوطن»: «لا أعرف أأبكي على نفسي وسوء الأوضاع المعيشية، أم أفرح بولادة ابنتي وأعتبرها علامة فارقة نحو أمل جديد؟». قبل أن يضيف بحرقة «منذ أشهر وأنا عاطل عن العمل وأعيش كفاف اليوم، مهنتي الأساسية لحّام كهرباء، ولكن لا شغل ولا مشغلة، واليوم تفاقمت المعاناة مع النزوح القسري بسبب اشتباكات المخيّم، بات حلمنا العودة إلى المنزل وممارسة حياتنا الطبيعية. في رحلة الولادة، وقفت جمعية «نبع» قربي ولم تتركني وحيداً في تأمين احتياجاتي، فيما وكالة «الأونروا» دفعت نفقات العملية القيصرية في المستشفى».
منذ اندلاع الاشتباكات، لم يهدأ فريق «نبع» في تقديم المساعدة والجهود المتواصلة لدعم النازحين في المدرسة، وقد تابع حالة النازحة عبير غلوي منذ الوصول إلى الولادة، ليشكّل مثالاً للرعاية والاهتمام اللذين تقدّمانه الجمعية للنازحين في الأوقات الصعبة.
ويقول مدير برامج الطوارئ في الجمعية علي سلام لـ»نداء الوطن»: «فور علم الجمعية بحالة النازحة الحامل عبير، تمّ نقلها بعناية إلى المستشفى لضمان ولادة آمنة وصحّية. وبعد عودتها سالمة إلى المدرسة، تم تقديم الرعاية الصحّية المناسبة للطفلة، ووفّرت الجمعية سريراً خاصاً لها وللأم لتخفيف عبء الألم الناتج عن عملية الولادة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق