وكالة القدس للأنباء
لن نتحدث عن الدمار او الركام في مخيم عين الحلوة، الذي شهد جولتان من الاشتباكات التدميرية من نهاية شهر آب الفائت... وهو اليوم ينتظر جولة جديدة تروج لها بعض الأوساط على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وعنوانها كما يقول "الوشاة": "الثالثة ثابتة"!..
لم يبقَ من المخيم سوى هياكل لبيوت، في أزقة وشوارع كانت تجمع اللاجئين الفلسطينيين في السابق، ولكن المشهد اليوم اختلف.. فالاحياء والزواريب الضيقة اختلط ركامها ورمادها مع بعضه البعض، وخريطة المخيم التي كانت، تغيرت ملامحها... احياء بكاملها مسحت، ولم تعد موجودة، والصورة الراهنة تتطابق مع الصورة التي خلفها الاجتياح "الاسرائيلي" في العام 1982، والمستفيد الاول، هو نفسه، لم يتغير منذ ذلك الوقت.
اللافت في الاشتباك الأخير، شدة حدة القصف التي طالت بيوت اللاجئين. فمن لم يحترق بيته بقذيفة 23 والهاون وb12 والاسلحة المضادة للطيران وغيرها... احترق بأيد مجهولة عابثة بعد سرقة موجوداته! ليتراشق بعدها الطرفان المتنازعان الاتهامات ويضيع حق اللاجئ.
وبعد التدمير الممنهج لأحياء: البستان وحطين والبركسات والطوارئ وتعمير والصفصاف وراس الاحمر، وتحويل هذه الاحياء السكنية التي كانت تضج بساكنيها الذي يحلمون بحق العودة، الى أماكن خالية تنبعث من بين ركامها روائح الموت، الناتجة عن تراكم بقايا الجثث والدماء والبارود ومخلفات الاشتباك. وعلى الرغم من بشاعة هذا الوضع إلا ان هناك حركة بيع وتأجير لما تبقى من بيوت في المخيم.
فهل ثمة استراتيجية جديدة يتبعها من دمر وشرَّد، تقوم على دب الرعب في نفوس اهالي المخيم من خلال سيل الإشاعات التي تعزف على وتر الدمار الآتي، "بقية المخيم رح يتدمر... بيعوا البيوت المتبقية"، "المخيم ما رح يرجع متل قبل والوضع الامني ما رح يتحسن ما بدك تبيع البيت ...أجره"!..
البيوت في المخيم أصبحت عنوان لمزاد علني، ووصل سعر إيجار البيت بين 200$ و300$ ما يعادل سعر إيجار شقة في مدينة صيدا وضواحيها، ناهيك عن وجود حركة بيع نشطة للبيوت..
فمن يقف وراء هذه الاستراتيجية التهويلية؟..
وهل الهدف من ورائها تهجير وتفريغ المخيم من ساكنيه، وعدم عودتهم؟
الاسئلة المطروحة كثيرة، وخصوصا أن الشاحنات التي تدخل فارغة وتخرج محملة تعمل من الصباح حتى المساء، في نقل "العفش" واغراض اللاجئين الى خارج المخيم وسط تسهيلات وقيام بعض من المسؤولين داخل المخيم بنقل عائلاتهم واغراضهم الى خارج المخيم مما زاد من مستوى الخوف لدى اللاجئين، بقدر ما ساهم في تفريغ البيوت وتهجير الاهالي، حتى في الاحياء التي ظلت آمنة ...
فهل ستشرق شمس ذات يوم ونجد ان عين الحلوة قد هجره أهله؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق