أكدت عملية "طوفان الأقصى" والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة حقائق لابد من التوقف عندها:
أولا أن الشعب الفلسطيني مازال يمتلك إرادة القتال والصمود والمواجهة مع الاحتلال، وما زال هذا الشعب مستعد للتضحية وخوض ميادين القتال مع العدو.
ثانيا أن في صفوف الشعب الفلسطيني هناك ثوار ومقاتلين لديهم القدرة ويمتلكون الجرأة والارادة يمكنهم التدريب والاعداد وقتال العدو بحرفية عالية المستوى، بل ويمكن لهم المواجهة والسيطرة على ميدان القتال.
وقد تمكنت عملية"طوفان الأقصى" من إثارت الرعب والهلع في صفوف المستوطنين وجيش الاحتلال وأدت إلى هجرة معاكسة من مطار بن غوريون وقتل وجرح وأسر المئات إن لم نقل الآلاف. ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني يهجر فيها المستوطنون كما تهجر العرب خلال العقود والحروب الماضية، ولأول مرة يكون عدد قتلاهم أكبر من عدد ضحايانا وشهدائنا .. ولأول مرة أيضا في تاريخ الصراع تكون الحرب في ميادينهم كما هي في مياديننا .
وهذا إلى جانب الكثير مما حققته عملية"طوفان الأقصى" لكنها حتما لن تؤدي إلى النصر النهائي ودحر الاحتلال وتحرير الأرض، بل هي خطوة هامة وعبرة تاريخية ومصيرية يجب أن نتوقف عندها ونؤسس عليها لاستمرار الصراع والمواجهة بوعي رفيع المستوى وبشكل منظم بعيدا عن العفوية والتخبط، يجب على الاحزاب والقوى الوطنية والثورية على امتداد الوطن العربي أن تتخذ منها العبر بأن قتال العدو ومواجهته وهزيمته أمر ممكن، وأن هذا العدو جبان وضعيف لكن هزيمته تحتاج :
= للاستعداد والاعداد على امتداد الأمة ويحتاج لوحدة وطنية فلسطينية في ميدان المواجهة والقتال.
= تشكيل جبهة عربية مساندة وفتح الحدود وتأمين العمق العربي لثورة الشعب الفلسطيني في صراعه ومواجهته للاحتلال.
ولأن العدو الاسرائيلي بفكره الصهيوني العنصري يشكل خطرا وعدوا لكل الأمة، فإن مواجهة هذا العدو وكما جاء في أدبيات وشعارات الفصائل الفلسطينية والأحزاب العربية هي مسؤولية الشعب والأحزاب والتيارات العربية جميعا، ليس بالمظاهرات والهتافات والأغاني فحسب بل أيضا بالانخراط والتطوع للقتال وفتح الحدود وتنظيم الصفوف وحشد الطاقات.
هذا ليس كلاما طوباويا وخياليا، بل هو أمر ممكن تحقيقه، وإذا كان عدد محدود من المقاتلين في "طوفان الأقصى" قد تمكن من توجيه ضربة أدت إلى اهتزاز كيان العدو سياسيا واقتصاديا وامنيا، فكيف لو توحدت الارادة العربية في ميدان المواجهة مع الاحتلال ؟
وإن لم تتحقق وحدة إرادة القتال في الأمة اليوم فهي حتما سوف تتحقق غدا والقريب العاجل، فالشعب العربي لا يمكن له أن يتحمل المزيد من غطرسة هذا العدو وممارساته العنصرية وعدوانه المتصاعد واقتحاماته التي لا تتوقف إلى جانب عمليات القتل والتدمير والمجازر التي يمارسها بشكل يومي.
لذلك ومع اقتراب هذه الحقيقة التي أوضحتها عملية "طوفان الأقصى" على المستوطنين مغادرة بلادنا والعودة إلى بلادهم التي نزحوا منها إلى بلادنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق