بقلم: وفاء بهاني
قال تعالي "ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾
المقاومة تطور أساليبها وتكتيكاتها واستراتيجياتها، وترفع شعار البندقية، لقد ثار أسود المقاومة واستطاعوا أن يوضحوا على مرأى ومسمع من العالم مدى هشاشة وضعف هذا الكيان المحتل، على الرغم من تحصنه وتسلحه بأحدث التقنيات ولكن صاحب الحق دومًا هو الأقوى، فهؤلاء أسود الإسلام، هؤلاء من أعز بهم الله الإسلام والمسلمين في هذا الوقت.
والله وتالله إن ما أحدثه أسودنا لا يضاهي قطرة دم من شهيد، ولكن هذه بداية الأمل، بداية وعد الله بتحرير بيت المقدس، بداية إزالة هذه الصفحة النجسة وطيها نهائيًا من التاريخ، سيظل السابع من أكتوبر يوم فرحة وعيد في قلوب شعبنا بل في قلب كل عربي وفي قلوب أحرار العالم، وسيظل جبهة خزي وعار على جبين هذا المحتل الذليل الذي انكشف مدى ذله وحقارته، ومدى ضعفه، فاللهم الثبات واكمال فرحتنا واللهم المزيد من الانتصارات.
فرحة من القلوب
استطاع أبطال المقاومة أن يُشفوا غليل أمهات الشهداء، وأن يرسموا البسمة على وجوه اتشحت بالحزن لسنوات، والله إنه أشبه في العديد من البلدان العربية بيوم العيد، يومًا استطاع هؤلاء الأبطال أن يذكروا من بدأ في النسيان أن هناك قضية وأن القدس وفلسطين بأكملها من حقنا.
جوًا وبرًا وبحرًا المقاومة تضرب ولا تبالي
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"
هدياً بهذه الآية الكريمة، خططت، فكرت ودبرت ثم نفذت لا معاهدات، ولا اتفاقات دولية ولا محلية، ولا حكومية، بل علم أبناء المقاومة أصحاب أعظم ط/وفانٍ بشريٍ زلزل قلوب الأعداء خوفًا، وأثار قلوب العرب فرحة أن "البندقية هي الحل" فصقور من السماء، وأسود من البر، وحيتان من البحر أرهبوا بني صهيون، وألقت الرعب في قلوبهم، وجعلتهم يهربون ويفرون مندحرين.
يا الله أحمدك وأشكر فضلك على هذه اللحظة، التي أشفت صدورنا ولو بعض الشيء، سنوات من ظلم شعبنا، والعالم أصم، أما الآن فأبناء فلسطين، وأولاد أرضها يثورون، علموا أن قوة السلاح، وأن أبناء فلسطين هم الذين سيسطرون تاريخ تحرير بلادهم، وها هي بداية الطوفان، بداية وابل من العمليات المسلحة التي ستعيد نظرة العالم إلى هذا العدو الضعيف الهش.
سلسلة من الأبطال ارتبطت بدم الأخوة والعروبة وحمل هم القضية بين وتين القلب، ضربوا أعداء الله فأوجعوهم وقذفوا الرعب في قلوبهم، وخططوا فأبدعوا، وأظهروا أن عظمة أجدادنا في التخطيط ومهارة الحرب لم تنتهِ، بل هي جينات تتوارثها الأجيال.
القضية في قلوب العرب فرحة تهز الأرجاء
من مصر لتونس والمغرب، للجزائر للبنان لليمن للأردن للكويت لفلسطين، لباقي الدول العربية، عبر منصات التواصل الاجتماعي واحتفاء الجميع بهذا النصر المبارك الفرحة التي تخرج من القلب، فرحة حقيقية غير مصطنعة من شعوب هذه الدول، وغيرها من الدول العربية أثبتت أنه مهما حاولت الأيدي الخفية، والأجندات الغربية أن تهمش قضية فلسطين المقدسة فلن تستطيع كونها محفورة في القلوب.
فيا الله حمدًا لك أنك أفرحت وأنزلت سكينتك على كل هذه القلوب المتآلفة والمحبة، فروح القضية والفرحة التي لم تفرق بين فلسطيني وغيره بل هذه الملامح الطيبة من كل البدان العربية استطاعت أن توجه للغرب، ولأمريكا والعالم كله أن القضية باقية، وفرحتنا بهذا الانتصار كبيرة.
لن نعود حتى نحرر الأقصى
يا أبطال ورجال الله بالميدان، لا حدود أمامكم ولا حدود يمكن أن تقيدكم، وهذا ما أثبتموه للعالم كله، فيا رب العزة اللهم ألقِ الرعب في قلب هذا العدو، وأدم يا الله بحق كل دمعة ذرفتها أم شهيد وأسير وبحق كل دمعة خرجت من مقلتي عيني طفل حرقة على أباه، فرحة فلسطين والأمة العربية بمزيد من الانتصارات حتى نحرر أقصاك وكل شبر في أرض فلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق