أطفال فلسطينيون: نريد أن نسترجع أرضنا ونعود إلى بيوت أجدادنا

 

نورا المحمد

منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، قضية فلسطين وشعبها تشغل الصغير قبل الكبير، ومازال الأطفال والكبار حتى اليوم تتعلق قلوبهم بفلسطين، وعلى الرغم من المقولة التي قالها بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني" الكبار يموتون…والصغار ينسون"، فإن هذه المعادلة والمقولة تؤكد اليوم بأنها ليست سارية، وبأن الشعب الفلسطيني تجاوز كل الكلام الذي قيل، ففلسطين هي الأولى والأخيرة، وما يؤكد هذا الكلام المعركة الأخيرة التي يقودها أبطال المقاومة في غزّة في معركة "طوفان الأقصى".

الكبار يعلّمون الصغار التاريخ، والصغار يرسّخونه ويمجدونه، ولذلك، زار المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية في لبنان عدة بيوت بمخيم الرشيدية، ودخل إلى غرف الصغار وصالات الجلوس، فاستوقف مراسل المكتب مشهد الأولاد الذين هم في مقتبل العمر، ولاحظت تسمر الأولاد أمام شاشة التلفاز، يستمعون إلى نشرات الأخبار، ويصغون باهتمام بالغ إلى أخبار غزة. كانوا يتابعون عن كثب أحداث غزة لحظة بلحظة، ويشاهدون حجم الدمار، والخوف والهلع والموت، وأشلاء الأطفال والكبار والشيوخ، في الوقت الذي يجب أن يشاهدوا البرامج الخاصة بهم.
وعن الوضع في غزة، قال الطفل عمر البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا، وعن مشاهداته في محطات التلفاز التي تتضمن أخبار العالم، خاصة غزة: أنا وأخوتي الصغار نتابع أحداث غزة وفلسطين، لأننا ننتظر إشارة
من المقاومة حتى ندخل فلسطين من الحدود الجنوبية إلى لبنان، ونحارب مع المقاومة ضد العدو الصهيوني،
وقال الطفل عثمان البالغ من العمر ثمان سنوات:" هذه المرة ياروحنا أو بروحهم"
نريد أن نسترجع أرضنا ونعود إلى بيوت أجدادنا، نريد أن نحارب مع المقاومة، وأنا اليوم أجمع الحجارة حتى أرميها على الصهاينة على حدود لبنان، أجمع الحجارة في كرتونة، كما أنني سأجمع المال حتى أشتري السلاح لأحارب به.
كل الاتفاقيات التي حصلت على مر سنوات النكبة لم ينس الفلسطينيون حقهم بالعودة إلى أرضهم بعد تحريرها، وها هم الأطفال ينقضون كلام بن غوريون، ويقولون:" الكبار علموا الأطفال حب الوطن والتمسك به".