أعلنت شبكة الجزيرة الفضائية استشهاد مصورها سامر أبو دقة (1978 ــ 2023)، اليوم الجمعة، في جنوب قطاع غزة. وكان أبو دقة قد أصيب مع مدير مكتب القناة القطرية في غزة وائل الدحدوح بصاروخ أطلقته طائرة مسيّرة على محيط مدرسة فرحانة في مدينة خانيونس، جنوبي غزة.ونجح الدحدوح في الوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما عجز سامر أبو دقة عن ذلك نتيجة إصابته البليغة، ولم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليه لنقله للعلاج، فبقي ينزف أكثر من 5 ساعات. وبحسب مدير مكتب القناة في رام الله وليد العمري، حاول أبو دقة الزحف، لكنه لم ينجح في الخروج من المكان، وحين وصل الإسعاف إليه كان قد استشهد.
وكان المراسل في قناة الجزيرة تامر المسحال قد قال إن سامر أبو دقة حصل على فرصة للعمل في بلجيكا، حيث تقيم عائلته، لكنه أصرّ على العمل في فلسطين. كذلك خلال الهدنة، عندما أتيحت للصحافيين الذين يملكون إقامات في الخارج مغادرة القطاع عبر معبر رفح، رفض أبو دقة أيضاً ترك غزة.
وبثت قناة الجزيرة شهادة الدحدوح من المستشفى، شرح فيها ما حصل معه ومع الشهيد أبو دقة. إذ كانا يصوّران مع فريق إسعاف خانيونس مهمة إنقاذ، "وبينما نحن في طريق العودة من هذه المهمة سيراً على الأقدام... حصل شيء ما كبير، ما هو لا أستطيع أن أقول، فقط شعرت أن شيئاً ما كبيراً قد حدث، وأسقطني على الأرض، سقطت الخوذة والميكروفون وحاولت أن استجمع قواي، وبالكاد تمكنت من الوقوف... وكنت أتوقع أن يكون هناك صاروخ ثانٍ، ونظرت فرأيت نزيفاً حاداً، وأدركت أنني لو مكثت هنا فسوف أبقى أنزف في ذلك المكان، ولن يستطيع أحد الوصول إليّ، فضربت على أحد الجروح في يدي، وحاولت أن أسير شيئاً فشيئاً جانب الجدران وأتجاوز الأنقاض... حتى وصلت إلى رجلَي إسعاف تابعين للدفاع المدني، أوقفا النزيف بشكل ميداني، وركبنا في السيارة. ثمّ طلبت منهم العودة لإنقاذ سامر أبو دقة، لأنني سمعت صوته وكان يصرخ وينادي، لكن لم أشاهد أين كانت إصابته، لكن في الغالب في الجزء السفلي من الجسم. قال لي رجال الإسعاف إنه يجب أن نغادر فوراً، ونرسل سيارة أخرى إلى المكان كي لا نُستهدف جميعاً، وأتينا إلى المستشفى".
ويأتي استشهاد أبو دقة في إطار استهداف الصحافيين الفلسطينيين بشكل منظم منذ بدء العدوان على قطاع غزة. إذ تجاوز عدد الشهداء من الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام 85 فلسطينياً، إلى جانب استشهاد 3 صحافيين في جنوب لبنان باستهداف إسرائيلي مباشر. كذلك، ووفق نادي الأسير، يعتقل الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 32 صحافياً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق