حمزة البشتاوي
تعمل السياسة الإيرانية ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة على المستوى الإقليمي والدولي من أجل وقف الحرب مهما كلف الأمر، وتصطدم الجهود الإيرانية بالموقف الأمريكي المشارك بالعدوان، والمتناقض مع الحديث بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد توسيع الحرب، ولكنها تعتدي على سيادة اليمن بسبب موقفه الداعم للشعب الفلسطيني والرافض للعدوان على غزة، وأيضاً الحديث عن خلافات مع بنيامين نتنياهو ومن ثم وضع الفيتو على قرار وقف الحرب، وإطلاق التهديدات ضد قوى ودول محور المقاومة الذي بات اليوم أكثر جهوزية للمواجهة الكبرى والشاملة بحال وقوعها.
وقد أرسلت إيران رسائل واضحة سياسية وعسكرية في اليابسة والبحار حول قدراتها وأهدافها الراهنة المتعلقة بوقف العدوان على غزة ودعم الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال منذ 75 عام.
وبينما تعمل السياسة الأمريكية على التخفيف من وقع الهزيمة على الإسرائيليين بالسعي لصناعة صورة نصر وهمية أو إنجاز سياسي على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني من خلال عمليات التطبيع، تقوم إيران في ظل تقاعس مجلس الأمن والمجتمع الدولي وكافة الهيئات والمنظمات الدولية بالإضافة لدعمها لفصائل المقاومة الفلسطينية باستخدام كافة قدراتها الدبلوماسية والقانونية وتكثيف الاتصالات بقوى ودول وشعوب المنطقة والضغط بكافة الوسائل لوقف الحرب، مع القناعة الكاملة بقدرة المقاومة الفلسطينية على هزيمة الاحتلال وعدوانه، ولكن هذه القناعة لم ولن تقلل من مسؤولية المجتمع الدولي و ضرورة توفير كل أشكال الدعم و مقومات للشعب الفلسطيني و مقاومته .
وإذا كانت الجهود الإيرانية تبذل اليوم لتخليص الشعب الفلسطيني في غزة من العدوان الذي يتم بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، فإن أعداء إيران من دول وخبراء وأجهزة يدركون بأن إيران مستعدة من أجل وقف الحرب على الشعب الفلسطيني، بأن تذهب إلى أبعد مدى في الاشتباك والمواجهة مهما بلغ مستوى المواجهة والاشتباك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق