مازن كريّم - قدس برس
شهدت عدد من المخيمات والتجمعات الفلسطينية، في لبنان، اليوم الثلاثاء، احتجاجات شعبية واسعة، رفضًا لقرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بحق مدير ثانوية "دير ياسين"، رئيس اتحاد المعلمين، الأستاذ فتح شريف، وتوقيفه عن عمله وتحويله إلى لجنة تحقيق تابعة للوكالة.
ففي مخيم "البص" للاجئين الفلسطينيين في مدينة "صور" (جنوب لبنان)، نظمت قوى التحالف الفلسطيني والقوى الإسلامية واللجان الشعبية والأهلية والقوى الطلابية، وقفة أمام ثانوية دير ياسين، رفضاً لسياسة الأونروا بحق الموظفين.
وتحدث في الوقفة، مسؤول "اللجنة الأهلية" في مخيم البص، الشيخ هشام موسى، حول هذه القرارات التي اعتبرها "جائرة ومتماهية مع الإرادة الصهيونية في تفريغ نضال موظفي الأونروا وشعبنا الفلسطيني من المضمون الوطني من أجل فلسطين واللاجئين وحق العودة".
فيما أشار الطالب محمد السيد، في كلمة ألقاها باسم القوى الطلابية، إلى أن "محاولة الأونروا قمع موظفيها ومنع النشاط النقابي في هذه الوكالة يأتي في سياق طمس الهوية الوطنية".
وفي مخيم "برج الشمالي" للاجئين الفلسطينيين في صور أيضا، نُظّمت وقفة احتجاجية في مدرسة "جباليا"، بمشاركة الطلاب والمعلمين والأهالي الذين عبّروا عن رفضهم لقرارات الأونروا بحق "شريف"، مؤكدين "رفضهم الكامل لكافة المشاريع والسياسات التي تنتقص من حق الشعب الفلسطيني وموظفي الأونروا، في التعبير عن انتمائهم إلى أرضهم ووطنهم وشعبهم".
وتحدث في الوقفة، الطالب حاتم الشهابي، في كلمة ألقاها باسم القوى الطلابية، حول سياسة الأونروا بحق الموظفين الشرفاء، واستنكر سياستها "المتماهية مع المشروع الصهيوني والأمريكي".
كما ألقى رئيس جمعية "الحولة" الاجتماعية، محمود جمعة، كلمة باسم المؤسسات العاملة في الوسط الفلسطيني، أكد فيها على رفض سياسة مديرة وكالة أونروا في لبنان، وقراراتها المجحفة بحق الموظفين، وطالبها بالتراجع عن قراراتها أو الرحيل.
وفي مخيم "الرشيدية"، للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور (جنوب لبنان)، نُظّمت وقفة احتجاجية مماثلة، دعت إلى الاستمرار في التحركات في كافة المخيمات، وبشكل تصاعدي في حال عدم تراجع الأونروا عن سياستها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي.
واعتبر الطالب عمر حسن، في كلمة ألقاها باسم القوى الطلابية، أن هذه الخطوات من وكالة (أونروا) تنذر بتقييد الحريات الأساسية لموظفي الوكالة، حيث تجلّت مراحله الأولى في قضية الأستاذ فتح شريف، وقد يمتد ليطال العاملون كلهم في هذه الوكالة تحت ذريعة الحياد للحفاظ على مصادر التمويل".
ويأتي الإضراب "رفضاً واحتجاجاً على إقدام وكالة أونروا باتخاذ قرارات كيدية وجائرة ومجحفة، بحق رئيس اتحاد المعلمين في لبنان، فتح شريف، ونائبه، رائف أحمد، بسبب انتمائهم الوطني ووقوفهم إلى جانب قضايا شعبهم"، وفق ما جاء في بيان "قيادة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان".
وأشارت القوى والفصائل الفلسطينية، في بيان تلقته "قدس برس"، إلى أنها "فوجئت بقرارات مستغربة بتوقيتها صادرة عن المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، بحق الأستاذ (شريف) والقاضي بتوقيفه عن العمل لمدة ثلاثة أشهر بدون راتب، وإخضاعه للتحقيق على خلفية ادّعاءات بأنّه يمارس أعمالاً حزبية وأنشطة سياسية".
كما امتدت القرارات، وفي البيان، لتشمل "نائبه رائف أحمد، بخصم شهر من مرتبه وشهرين من علاوته، بسبب مشاركته في نشاط عام يدعو إلى توفير حق العمل للاجئين الفلسطينيين منذ سنوات".
تجدر الإشارة، إلى أنّ إجراء "أونروا" بحق "شريف"، كانت قد مورس بحق عدّة معلمين خلال السنوات السابقة، تحت ذريعة "مخالفة الحيادية"، ما فجّر حالة من الغضب والتحركات النقابية، أدت إلى تراجع الوكالة عن قراراتها.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة "أونروا" في لبنان، حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق