مازن كريّم -قدس برس
تعيش المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، ظروفاً استثنائية صعبة، وهموماً معيشية باتت مثيرة للقلق البالغ من تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان منذ عام 2019، والتي تعتبر واحدة من أكبر 10 أزمات على مستوى العالم منذ القرن التاسع عشر، وكذلك تأثيرها الاجتماعي الذي خيّم على معظم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وحذر مراقبون، في تصريحات منفصلة لـ"قدس برس"، اليوم الأربعاء، من "كارثة وشيكة" تهدّد مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي اللبنانية، وخاصة مع حلول شهر رمضان المبارك.
وقال مسؤول "ملف أونروا" في حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان، جهاد محمد، إن "شهر رمضان يمرّ على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هذا العام، وسط تحديّات وظروف استثنائية تمر بها القضية الفلسطينية، وفي ظل ما يواجه أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من حرب إبادة وحصار خانق، ومجاعة حقيقية، نتيجة خذلان المجتمع الدولي لهم".
وأضاف محمد أن "مشاعر من الغصة والحزن انعكست على حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تضامناً مع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الذي يسطّر رغم كل المآسي آيات البطولة والصمود في وجه آلة القتل الصهيونية".
وأشار إلى أن "الفلسطينيين في لبنان يعانون من أوضاع معيشية صعبة للغاية، جراء استمرار الانهيار الاقتصادي في البلاد، والتي على إثرها ارتفعت نسبة الفقر والعوز والبطالة في صفوفهم إلى أكثر من 90%، إلى جانب ضعف وتراجع القدرة الشرائية لديهم".
كما لفت إلى أن "تراجع خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(أونروا) وتراجع المساعدات الإنسانية المقدمة لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان صعّب على العائلات تأمين وتحمّل تكاليف السحور والإفطار وشراء المواد الغذائية اللازمة خلال شهر رمضان المبارك".
كما أكّد على أن "صعوبة حصول اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على فرص عمل مستدامة نتيجة القوانين اللبنانية المجحفة بحقهم أثّرت بشكل كبير على تأمين أدنى متطلبات العيش الكريم في هذا البلد".
فيما أكد الكاتب والباحث في الشؤون الفلسطينية، محمد أبو ليلى، على أن "الأزمات التي يعاني منها لبنان تنعكس بشكل مباشر ومضاعف على واقع اللاجئين الفلسطينيين بحكم التعايش والتواجد والانخراط الجغرافي والاجتماعي والتصاهر العائلي".
وأضاف أبو ليلى أن "اللاجئ الفلسطيني في لبنان يعاني الأمرّين نظراً للسياسات والقوانين التعسفية والظالمة بحقه، ناهيك عن إجراءات التفتيش والحصار وإقامة الجدار على محيط ومداخل بعض المخيمات الفلسطينية، إلى جانب الحرمان من إدخال مواد البناء ومعاملته كفئة عاشرة ومن منظور أمني في البلاد".
كما أشار إلى أن "الأحداث الأمنية المؤسفة التي حصلت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان العام المنصرم زادت من معاناة شعبنا، ولا سيما العائلات التي خسرت منازلها وممتلكاتها وأرزاقها ولم يتم التعويض لها حتى يومنا هذا".
واعتبر أن"التحدي الحديث والذي يعدّ تطوراً خطيراً هو تعليق عدد من الدول تمويل وكالة (أونروا)، وهو ما يشكل خطراً كبيراً وداهماً على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويمثل إعداماً فعلياً للاجئين الفلسطينيين، كما يشكل إنذاراً حقيقياً لمآلات هذه الخطوات على مستقبل قضية اللاجئين الفلسطينيين".
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة "أونروا" في لبنان، حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق