قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الأستاذ فتحي كليب: رغم الحرب الكبرى التي تتعرض لها من قبل الثنائي الاسرائيلي الامريكي وبعض الدول الغربية، الا ان وكالة الغوث وشرعيتها ما زالت موضع اجماع على المستوى الدولي وان العدوان فشل ولم يتمكن النيل من المكانة السياسية والقانونية للوكالة، رغم انها تعرضت الى مس وتشويه كبير نتيجة ضخامة واتساع مخطط استهدافها وتعدد مكوناته، وهو مخطط لم يسقط بعد، وسيتواصل الضغط على الاونروا خلال الفترة القادمة، وهو ان لم ينجح في تصفية الاونروا، فانه يهدف الى جعلها موضع تشكيك دائم من قبل الدول المانحة ووضع الحركة الوطنية الفلسطينية وكافة اطر اللاجئين وحق العودة في موضع الدفاع الدائم عن وكالة الغوث وخدماتها..
جاء ذلك خلال الندوة السياسية التي اقامتها حركة حماس في ساحة خيمة 7 أكتوبر في مخيم البرج الشمالي في الجنوب اللبناني بعنوان: "استهداف الأونروا في ضوء العدوان الصهيوني.. الخلفيات وسبل المواجهة" بحضور عدد من ممثلي فصائل واطر وهيئات ومؤسسات وناشطين.. وقد اعتبر ان ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون من حرب تجويع تهدف الى تحقيق اهداف سياسية تخدم المشروع الصهيوني الامريكي الذي بات اصحابه يجاهرون بأن هدفهم هو القضاء على وكالة الغوث وانهاء قضية اللاجئين.
وأضاف قائلاً: ان قضية اللاجئين الفلسطينيين هي قضية سياسية في المقام الاول، ونرفض التعاطي معنا من قبل بعض الدول المانحة كمتسولي حقوق، كما نرفض التعاطي مع وكالة الغوث كونها منظمة خيرية تقتصر وظيفتها على تقديم الخدمات فقط، بل ان الجانب الاغاثي والخدماتي يجب تناوله ربطا بالواقع السياسي للوكالة وبالسبب الذي نشأت لأجله وهو تطبيق حق العودة وفقا للقرار 194، وان اجراءات بعض الدول الغربية بتعليق دعما المالي في اطار السعي لتجفيف مصادر التمويل عن الاونروا انما يمثل شراكة حقيقية في حرب الابادة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزه، رغم اليقين بأن اتهامات اسرائيل للاونروا ليست سوى مزاعم واكاذيب لم تثبت صحتها حتى الان.
ان تطبيق مبدأ الحيادية بالتفسيرات الاستنسابية الموسعة، كا تفعل الولايات المتحدة وبعض المانحين، يقود حكماً الى عزل وابعاد الآلاف من موظفي وكالة الغوث عن واقع شعبهم وسلخهم عن قضيتهم الوطنية وعن التفاعل مع النضال التحرري الذي ينسجم مع قرارات الامم المتحدة، وكل ذلك انسجاما مع مطالب اسرائيل وخدمة لمخططاتها الهادفة الى جعل الاونروا موضع تشكيك دائم بما يسهل هدف نزع الشرعية عنها تمهيدا للاجهاز عليها وتصفية خدماتها.
وقال: ان السمة الاساسية للتمويل انه طوعي ويتعلق بالسياسة الخارجية للدول المعنية التي لها الحق في تحديد قيمة التمويل، لكن ما ليس من حقها هو ممارسة سياسية الابتزاز في تعاطيها مع وكالة الغوث ووضع اشتراطات سياسية على كيفية الانفاق وتحديد الفئات المستفيدة وغير ذلك من امور يجب ان تبقى تمارس بشكل تفردي ومستقل من قبل وكالة الغوث بهيئاتها المختلفة.
لذلك دعونا ونكرر دعوتنا لوكالة الغوث بعدم تشجيع هذا النمط من التمويل بتحويله من طوعي وغير مشروط الى ربطه بالتزامات تخرج عن اطار القرار 302 وحدود التفويض المعطى لها.
وختم بالدعوة الى تحركات شعبية موحدة على مساحة تجمعات اللاجئين ترفض سياسة الابتزاز المالي، وتؤكد على التمسك بوكالة الغوث وبضرورة تحسين خدماتها، وان مواصلة الحرب على اللاجئين من شأنه ان يرتب انعكاسات قد تتجاوز الجوانب الاقتصادية، معتبرا بأن من يعتدي على حقوق اللاجئين الوطنية والاجتماعية يجب ان يتوقع ردود افعال غاضبة مدافعة عن حق العودة وعن الحق بالصحة والتعليم والاغاثة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق