للمرأة الفلسطينية دور كبير في مقاومة مشروع التهجير، كونها من بين أبرز المتأثرين به لناحية فقدان الأمان، والتشرد، وانتهاك الحقوق الأساسية
تهدف حملة “نساء ضد التهجير” إلى فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والتركيز على رفض أهالي قطاع غزة ترك أرضهم ومنازلهم، رغم ما خلّفه العدوان من آلاف الشهداء والجرحى وانعدام سبل الحياة، بعد تدمير أكثر من 80% من مباني القطاع، وتدمير البنية التحتية.
تقول رئيسة رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج- فرع لبنان، سهاد عكيلة لـ”العربي الجديد”: “أطلقنا حملة (نساء ضد التهجير) خلال ندوة أقمناها تحت العنوان نفسه، وهدفنا من خلالها إلى إبراز دور المرأة في التصدي للتهجير، والتمسك بالأرض. وأثمرت الندوة العديد من التوصيات، أبرزها الدعوة إلى تشكيل جبهة وطنية فلسطينية موحدة لمواجهة مشروع التهجير، والعمل على بلورة مشروع وطني شامل يحظى بدعم عربي ودولي”.
تتابع عكيلة: “يتعين على الدول العربية والإسلامية اتخاذ موقف واضح وحاسم من رفض التهجير بكافة أشكاله. كما يتعين على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي دعم موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين، وتعزيز الجهود الدبلوماسية في هذا الاتجاه. وعلى الدول العربية اتخاذ خطوات عملية للضغط على الإدارة الأميركية، وعلى رأس ذلك تعليق عمليات التطبيع مع إسرائيل، والتهديد بسحب السفراء، وإيقاف الاستثمارات لإجبارها على التراجع عن دعم سياسات التهجير”.
وتوضح: “تدعو الحملة إلى الإسراع في إعادة إعمار غزة من قبل الدول والمؤسسات العربية والإسلامية، وعدم انتظار المؤسسات الدولية ذات السقف والأجندات المقيدة بالسياسة الأميركية والصهيونية، وذلك لتعزيز صمود وثبات أهل غزة، والعمل على عقد مؤتمر دولي ينتج عنه هيئة دولية تقوم بمواجهة مشروع التهجير على المستوى الدولي. كما يتوجب على المؤسسات الإغاثية تكثيف دورها لتلبية احتياجات أهل القطاع. وعلى المؤسسات التربوية وكذا المساجد والمؤسسات الإعلامية تكثيف دورها التوعوي لتعزيز حالة الرفض المجتمعي لمشروع التهجير، وتوجيه الجامعات والمؤسسات الثقافية لعقد مؤتمرات وأيام دراسية حول المخاطر السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية لمشروع التهجير وسبل مواجهته”.
تضيف عكيلة: “تعمل الحملة على توجيه الشخصيات الاعتبارية والسياسية وقادة الرأي لبذل مزيد من الجهد في توجيه الرأي العام العربي والإسلامي، لرفض مشروع التهجير، والتحذير من خطورة تمريره. وعلى البرلمانات العربية والإسلامية عقد جلسات خاصة، والخروج بقرارات تلزم الجهات الحكومية بإعلان الرفض التام لمشروع التهجير، والقيام بالإجراءات التي تسهم في إفشاله، وتجريم كل من يساهم فيه، والتواصل مع الشخصيات المؤثرة عالمياً لفضح جريمة التهجير، ومخالفتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وتواصل: “نعمل على دعم النساء، والتواصل معهن لتقديم ما يلزم من دورات تدريبية أو تشريعات، وإنشاء شبكة برلمانية وسياسية نسائية من شأنها تعزيز المواقف وتبادل الخبرات، وإطلاق جملة من الفعاليات الإعلامية لمواجهة مشروع التهجير، وتبيان خطورة تمريره على القضية الفلسطينية، وعلى المنطقة برمتها. ومن ذلك تجهيز عريضة إلكترونية لرفض التهجير بأكثر من لغة، ونشرها للتوقيع حول العالم، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، ومن صفحات المشاهير الرافضين لفكرة التهجير، واستنطاق قيادات سياسية ومجتمعية داعمة للحق الفلسطيني، ونشر تصريحاتهم بكل اللغات، والدعوة للتدوين في وقت محدد من قبل كل الداعمين والداعمات للحق الفلسطيني، وتدوين قصص النساء تحديداً، لما في ذلك من أنسنة لحالات التهجير، وتذكير بمعاناة النساء وصمودهن، والعمل على إنشاء شبكة أو منصة نسائية إعلامية”.
وحول المرأة الفلسطينية ودورها في المقاومة، تقول عكيلة: “الفلسطينية هي السنديانة المتجذرة في أعماق الأرض، وشجرة زيتون تنثر أريج عطرها في حنايا الوطن، وبينها وبين الأرض قصة عشق ترويها حين تودِع ثمرات فؤادها، وتتابع سيرها بعزيمة وقوّة وثبات. هي اللوحة المنسوجة بقسَمات الوطن، أرضه وسمائه، وجباله وبحاره وأنهاره، وأشجاره وثماره وأزهاره، ومدنه وقراه وحاراته. المرأة الفلسطينية مسكونة بتفاصيل قضية بذلت لها من دمها وجهدها وكَدّها وحريتها الكثير؛ وهي تفهم أن الحياة لا معنى لها ولا طعم إن لم تكن الكرامة تاجها والعزّ لباسها والحرية عنوانها، وإن لم يكن للإيمان منها مقام القلب والروح من الجسد”.
تتابع: “منذ الاحتلال البريطاني كانت المرأة الفلسطينية تشكل خط الدفاع الأول عن الوطن، وشاركت الفلسطينيات في أول ثورة للشعب ضد الانتداب البريطاني، عندما تظاهر 40 ألف مواطن في شوارع القدس في 27 فبراير/شباط 1920، وكانت ضمن الوفد الذي التقى المندوب السامي للمطالبة بإلغاء (وعد بلفور)، وحتى في (طوفان الأقصى)، ضربت المرأة أروع الأمثلة، وأكثرها إدهاشاً، سواء في إسناد المقاومة، أو في تثبيت أبنائها في ظل الإبادة الجماعية، أو في وقوفها شامخة وهي تودع الشهيد تلو الشهيد، أو في التكافل الاجتماعي الذي يبقي الشعب صامداً بينما تخلت عنه بلاد الدنيا”.
وتستطرد عكيلة: “قاومت المرأة الفلسطينية حين رفضت تهجيراً آخر بعد النكبة والنكسة؛ وتجرعت آلام التهجير والتشريد داخل وخارج حدود الوطن، حيث للمعاناة في بلاد اللجوء أشكال لا يقدّرها حق قدرها إلا من عايشها، إذ كان للّاجئة الفلسطينية في الشتات حصتها من الهَم، ما يشمل الحرمان من حقوقها الإنسانية كافة بحُجة حرص بلدان الشتات على عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، لذا تقف اليوم كالصخرة ضد مخططات التهجير؛ وتخرج من بين الأنقاض كطائر العنقاء تنبعث من جديد لتبني الوطن مع الكل الفلسطيني بمختلف فئاته”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق