يستقبل مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان شهر رمضان هذا العام، بكثير من الفقد والدمار نتيجة القصف "الإسرائيلي" الذي طال المخيم خلال العدوان الصهيوني على لبنان، وأدى إلى استشهاد ثلة من أبناء المخيم ودمار منازل ومحال تجارية. وما زاد الطين بلة هو تراجع خدمات "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" وقلة فرص العمل، مما يزيد من الأعباء على أهالي المخيم.
وكالة القدس للأنباء جالت على مخيم الرشيدية، واستطلعت آراء بعض أبنائه.. يقول أبو محمد لوكالتنا، إن "رمضان هذا العام مختلف تماماً عن السابق، حيث يأتي وما زالت الخروقات "الإسرائيلية" مستمرة على لبنان، ما يجعل الوضع الأمني غير مستقر حتى الآن، بالتالي أدى ذلك إلى تراجع الاستثمارات والمشاريع، وهذا بطبيعة الحال ينعكس على العمالة في مخيمنا، حيث أننا نعاني من نسبة بطالة عالية جداً".
وأشار أبو محمد إلى أن "الأونروا بدلاً من تقديم مزيد من المساعدات للأهالي والعائلات فإنها تقلص خدماتها، في وقت نحن أحوج ما نكون للمساعدات والمواد الغذائية".
بدورها، قالت الحاجة أم خالد، إن أولادها يعملون في "ورش الليمون"، ويأخذون أموالاً بناء على عملهم اليومي، وخلال الحرب أضطر أولادها للتوقف عن العمل نتيحة القصف "الإسرائيلي" العشوائي على جنوب لبنان، ما اضطرهم للجوء إلى الاستدانة لإطعام عائلاتهم، وما زالوا حتى اللحظة لم ينتهوا من سداد ديونهم، لذلك لم يستطيعوا شراء حاجيات رمضان، وسيكتفون بالأكل دون لحوم ودجاج.
وطالبت أم خالد "الأونروا" والمؤسسات الأهلية والإغاثية بمد يد العون للاجئين الفلسطينيين في مخيم الرشيدية، وبالأخص في الشهر الكريم، لتستطيع جميع العائلات الإفطار.
من جهته، لفت الشاب أحمد علي إلى أن الوضع المعيشي بات لا يُحتمل في مخيم الرشيدية، وخصوصاً مع ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية قبيل شهر رمضان، بحيث يسارع التجار وأصحاب المحال التجارية إلى رفع أسعار السلع والمواد الغذائية الضرورية للمنازل، ما يجبر الأهالي على الاستدانة أو اللجوء إلى المؤسسات الإغاثية التي لا تلبي سوى حاجات قليلة جداً من الضروريات للمنازل.
وناشد علي عبر "وكالة القدس للأنباء"، وكالة "الأونروا" والمؤسسات الإغاثية والروابط الاجتماعية بالتحرك العاجل والسريع لتسجيل أسماء العائلات المتعففة المحتاجة، وطلب تمويل عاجل من المؤسسات المانحة لمد يد العون لتلك العائلات وتأمين إفطارات كريمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق