في إطار الجهود السياسية التي تبذلها قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان، والهادفة إلى توحيد الصف الفلسطيني وتفعيل العمل المشترك لمواجهة التحديات السياسية والاجتماعية التي يواجهها شعبنا الفلسطيني في لبنان، قام وفد قيادي من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، برئاسة عضو المكتب السياسي ومسؤولها في لبنان الرفيق يوسف أحمد، بجولة سياسية في مخيم عين الحلوة.
شملت الجولة عدة محطات ولقاءات، حيث استُهلّت بلقاء في مقر قيادة حركة فتح، جرى خلاله اجتماع مع قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا، بحضور أمين سرها اللواء ماهر شبايطة وقادة الفصائل. ثم انتقل الوفد إلى لقاء قيادة تحالف القوى الفلسطينية، بحضور أمين سر التحالف الدكتور أيمن شناعة وأعضاء القيادة. واختُتمت الجولة بلقاء مع القوى الإسلامية في المخيم، بحضور أمين سر القوى الإسلامية ومسؤول الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، والشيخ أبو شريف عقل، والشيخ إبراهيم السعدي من قيادة عصبة الأنصار الإسلامية وعدد من قياديي العصبة والحركة.
وبحث وفد الجبهة الديمقراطية مع القوى والفصائل مختلف التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا،مؤكدا أن إفشال أهداف العدوان يتطلب الشروع الفوري في حوار وطني شامل، وإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري، وتعزيز صمود شعبنا، وحماية حقوقه الوطنية.
كما تطرق الوفد إلى التحديات يواجهها شعبنا الفلسطيني في لبنان، في ظل استمرار قوانين الحرمان من الحقوق الإنسانية والاجتماعية، وإقدام وكالة الأونروا على تنفيذ العديد من التقليصات في برامجها وخدماتها ضمن سياسة «التكيّف مع الأزمة المالية»، ما فاقم معاناة اللاجئين. وأكد الوفد أن هذه الأوضاع تفرض ضرورة تحشيد وتوحيد طاقات شعبنا في حركة جماهيرية منظمة وموحدة، للدفاع عن الأونروا وحمايتها من الاستهداف، والضغط من أجل تحسين وتطوير خدماتها، ووقف التقليصات.
وتناول الوفد أوضاع مخيم عين الحلوة، الذي يمثل عنوانًا ورمزًا للجوء والعودة والصمود والنضال الفلسطيني، مشيدًا بالوعي والحرص والدور المسؤول الذي تؤديه القوى الفلسطينية في المخيم للحفاظ على الأمن والاستقرار، ونسج أفضل العلاقات الأخوية مع الجوار والمحيط اللبناني الشقيق. وأكد أهمية تفعيل وتعزيز العمل الموحد بين جميع القوى الفلسطينية في المخيم، من أجل صون أمنه واستقراره وتحصينه،وتخفيف معاناة أبنائه.
كما أكد وفد الجبهة على أن وحدة الموقف والصف الفلسطيني تشكّل الضمانة الأساسية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان وصون الهوية الوطنية. وشدد على أهمية الحوار بين مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية باعتباره المدخل الضروري لتجاوز العراقيل والتحديات، والاتفاق على رؤية موحدة تشمل مختلف الملفات، وتفعيل العمل المشترك بعيدًا عن أي تجاذبات. ووضع الوفد القوى الفلسطينية في صورة الاتصالات التي تجريها قيادة الجبهة الديمقراطية مع مختلف الأطراف، وحرصها على مواصلة هذه الجهود لما فيه مصلحة شعبنا وصون حقوقه وكرامته، وتمكينه من مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والمعيشية.
وأكد الوفد أيضًا حرص الشعب الفلسطيني، على ترسيخ وتنظيم أفضل العلاقات الفلسطينية – اللبنانية، من خلال مقاربة شاملة تحفظ مصلحة وحقوق لبنان، وتصون الهوية الوطنية الفلسطينية، وتعزز صمود اللاجئين ونضالهم من أجل حق العودة وإقرار حقوقهم الإنسانية والاجتماعية، وإفشال مشاريع التهجير والتوطين.
من جهتها، أشادت مختلف الأطر والقوى الفلسطينية بالدور الوطني والسياسي الذي تقوم به الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في سبيل توحيد الصف الفلسطيني، مؤكدين أن الوحدة الوطنية تشكل ضرورة وطنية ملحّة لحماية الوجود الفلسطيني في ظل التطورات المتسارعة وما يرافقها من ضغوط وأزمات سياسية واجتماعية ومعيشية، والتراجع والتقليصات في خدمات الأونروا،. كما اكدوا الحرص على تحصين أمن واستقرار المخيمات، وتمتين العلاقات اللبنانية – الفلسطينية، وأهمية تفعيل العمل المشترك بين جميع القوى والفصائل دفاعًا عن مصالح شعبنا وحقوقه وكرامته.
