ندعو كافة الكنائس في المسيحية في العالم وكافة المسيحيين في مشارق الأرض ومغاربها وهم يحتفلون بالاعياد الميلادية المجيدة مطالبين إياهم بأن يلتفتوا الى فلسطين الأرض المقدسة وهي ارض الميلاد والتجسد والفداء .
انها ارض متعطشة للعدالة والسلام ، فارفعوا الصلاة والدعاء الى الله القادر على كل شيء لكي يبدل ويغير الأحوال نحو ما هو افضل ولكي ينعم انسان هذه الديار بالامن والأمان والسلام الحقيقي .
صلوا من اجل هذه الأرض المقدسة لان هنالك في السماء الها قدوسا رحيما محب للبشر وامام القساوة التي نشهدها في هذا العالم فإننا نلجأ الى الهنا وهو اله الرحمة والرأفة والمحبة.
صلوا الى الله بحرارة من اجل ان تتوقف الحروب في كل مكان ومن اجل ان يتوقف النزيف في هذه الأرض وان تتوقف معاناة شعبنا الفلسطيني .
وفي مواعظكم وخطاباتكم وكلماتكم لا تتجاهلوا فلسطين لان تجاهل هذه الأرض المقدسة هو تجاهل لاقدس بقعة في هذا العالم فيها مغارة الميلاد والقبر المقدس واهم الأماكن المقدسة المرتبطة بالايمان المسيحي .
ارفعوا صوتكم عاليا من اجل ان تتوقف الشرور في عالمنا ومظاهر الحروب والعنف ومن اجل فلسطين ولكي ينعم شعبها بالسلام الحقيقي الذي يصون حرية وكرامة الانسان .
الموقف المسيحي فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني لا يجوز ان يكون حياديا ولا يجوز استعمال كلمات دبلوماسية لكي لا تنزعج هذه الجهة السياسية او تلك بل يجب ان يكون هنالك وضوح في الموقف دونما خوف او تردد او تلعثم .
ان مأساة الشعب الفلسطيني يجب ان تتوقف ويجب ان ننتقل الى مرحلة جديدة فيها احترام حقوق الانسان وحرية وكرامة الانسان الفلسطيني الذي يحق له ان يعيش بسلام في وطنه مثل كل انسان في هذا العالم .
بيت لحم مدينة الميلاد تحيط بها الاسوار والبوابات والحواجز العسكرية وكأنها مدينة محاصرة في حين ان ميلاد السيد المسيح ومجيئه الى هذا العالم اتى لكي يحطم كافة الاسوار والحواجز العنصرية والتي تكرس الكراهية ولكي ينشر قيم المحبة والاخوة والسلام بين الانسان واخيه الانسان .
السلام الحقيقي يحتاج الى العدالة والعدالة تعني انهاء الاحتلال وإزالة كافة المظاهر الاحتلالية بما في ذلك البوابات والحواجز والاسوار العسكرية والتي تمنع الانسان الفلسطيني من ان ينتقل من مكان الى مكان بحرية وهذه هي من ابسط الحقوق .
صلوا من اجل فلسطين ونادوا بأن ترفع المظالم عنها وعن شعبها لكي تكون بالفعل ارضا للسلام وليست ارضا للصراعات والالام والاحزان.
كونوا صوتا صادحا بالحق والعدالة في زمن صمت فيه الكثيرون والصمت امام معاناة الانسان خيانة ولا نريد لاي منكم أن يكون خائنا لقيم الانجيل.
دافعوا عن هذه الأرض المعذبة والمتألمة والمظلومة ودافعوا عن شعبها وانسانها الذي يستحق الحياة .
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 23/12/2025