زار المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد محمد رضا مرتضوى، يرافقه الإعلامي الدكتور علي قصير وأمين سر المستشارية جواد تبريزي تجمع العلماء المسلمين، وكان في استقبالهم رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ الدكتور حسان عبد الله، بحضور نائب الرئيس الشيخ زهير الجعيد وأمين السر الشيخ إبراهيم البريدي.
بداية قال المستشار الثقافي: “مما لا شك فيه أن العمل في لبنان يراعى وفق الظروف الصعبة التي يعيشها البلد والمنطقة بشكل عام، غير أنه لا بد من إيجاد طريقة لعملٍ ما يخدم واقعنا والأمة، ونحن عازمون على تغيير الأساليب القديمة واستبدالها بأساليب حديثة ذات نفع وإفادة، وسأعطي الأولوية للعمل الثقافي لأننا مستشارية ثقافية، فلو أن كل إنسان منا أدى واجبه فيما أوكل إليه لكانت حالنا أفضل، والحمد لله فإن العلاقة مع تجمع العلماء المسلمين سائرة على قدمٍ وساق، فلا بد من عمل مشترك ذي فعالية على جميع الأصعدة، وله تأثيره في الواقع المحلي والإقليمي والعالمي، وليس من الحكمة بمكان أن تظل أعمالنا ردة فعل على ما يتقدم به الأخرون، بل يجب أن نكون نحن الفعل وأصحابَ السبق، وهو ما يحتاج إلى خطة متماسكة ومدروسة لضمان النجاح، طبعاً هناك نقاط قوة، وهناك نقاط ضعف يجب أن يُشار إليهما للاستفادة من نقاط القوة والتخلي عما يضعفنا”.
من جهته، قال رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله: “أهلاً وسهلاً بكم، أنتم جزء من هذا التجمع ولست غريباً عنه، نحن نتوقع الأمثل ونرجو الأفضل، غير أن الظروف حساسة، فالآخرون وعلى رأسهم أميركا وحليفتها إسرائيل مع تعاون من دول شتى يريدون تصفية المقاومة ويريدون النيل من رأس الهرم، وهو الجمهورية الإسلامية الإيرانية. إيران التي تخوض اليوم معركة فاصلة إلى حد إما نحن أو إياهم، ويظن الكثيرون بأن عدم ردنا المباشر والسريع هو نتيجة ضعف ووهن، ولكن ذلك خطأ ووهم، فالمفاجأة في الميدان هي الحكم، وهي التي تعمل عملها. لا شك أننا تلقينا ضربة قاسية وقاسية جداً، وأبرزها استشهاد الأمين العام السيد حسن نصر الله وعدد كبير من القادة، غير أننا استطعنا استعادة المبادرة وترميم مقاومتنا بقوة، ومن وسائل القوة في المقاومة هي العمل الثقافي، فهو وجه آخر ومهم لهذه المقاومة”.
وشدد على ان “لا بد من مواجهة الفتنة المذهبية التي أطلت من جديد، بعض رؤوسها في أكثر من منطقة، لكن في مطلق الأحوال نحن على جهوزية تامة لأي عمل، ولدينا المشاريع المتكاملة والداتا المناسبة، وتعلمون أن هناك تغييرات في العالم، فإسرائيل مجرَّمة في الوعي العالمي، بعد حرب غزة ومجرّمة دولياً، وهذا ما يجب أن نواكبه وندلل عليه ونستفيد منه. إيران مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمخاطبة حركة الوعي التي ظهرت في العالم في وجه الصهيونية وإجرامها سعياً وراء تعديل الفكر الغربي وسواه”.
وأشار الشيخ عبد الله إلى مخاطر السوشال ميديا وما يٌنشر عليها من ميوعة وتفلّت من القيم الأخلاقية. واقترح أن تقوم المستشارية الثقافية بعقد لقاءات تدعو إليها اختصاصيين في كل موضوع يتناول على هذه المنصات وكيفية الاستفادة منها بالطريقة الايجابية والسليمة.
وتم التوافق في ختام اللقاء على استمرار التواصل لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين واللبنانيين والإيرانيين.