آخر الأخبار

لبنان.. حزن وغضب ومسيرات وفاء… المخيمات الفلسطينية تودّع “أبو عبيدة”

images

مازن كريّم -قدس برس

عمّت أجواء من الحزن العميق والغضب الشعبي المخيمات والتجمعات الفلسطينية على امتداد الأراضي اللبنانية، فور إعلان خبر ارتقاء الناطق العسكري السابق باسم كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” حذيفة الكحلوت، في حدث هزّ الوجدان الفلسطيني، وخلّف صدمة واسعة في صفوف اللاجئين الذين تابعوا مسيرته بوصفه أحد أبرز رموز المقاومة وصوتها الصلب في وجه عدوان الاحتلال الإسرائيلي.

وفور إعلان الخبر، شهدت مخيمات عدة، من شمال لبنان إلى جنوبه، حالة استنفار شعبي عفوي، حيث تجمّع مئات الفلسطينيين في المقاهي والساحات العامة والشوارع الرئيسية داخل المخيمات وخارجها، لمتابعة كلمة الناطق الجديد باسم “القسام”، في مشاهد امتزج فيها الصمت المشحون بالدموع مع الهتافات الغاضبة، وسط حضور لافت للشباب والأطفال وكبار السن.

وتحوّلت الساحات إلى نقاط تجمع شعبي، رُفعت خلالها رايات المقاومة الفلسطينية، وردّد المشاركون هتافات حيّت أبا عبيدة، وأكدت على خيار المقاومة نهجًا ثابتًا لا يتزعزع، في مشهد عكس حجم الارتباط العاطفي والرمزي بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ورموز المقاومة في فلسطين المحتلة.

وفي عدد من المخيمات، خرجت مسيرات عفوية حاشدة جابت الأزقة والشوارع، صدحت خلالها الهتافات المؤكدة على الوفاء للشهداء، والتمسك بخيار المقاومة، والردّ على محاولات كسر الإرادة الفلسطينية، فيما بدت مشاهد البكاء واضحة على وجوه الصغار والكبار، في تعبير صادق عن حجم الفقدان وعمق الجرح.

ولم يقتصر التفاعل على التجمعات والمسيرات، إذ صدحت مآذن المساجد في عدد من المخيمات الفلسطينية بنعي أبي عبيدة، في مشهد مهيب أعاد إلى الأذهان لحظات وداع القادة الشهداء، ورسّخ مكانته في الوعي الجمعي الفلسطيني كرمز من رموز الكلمة المقاتلة والصوت الذي كان يواكب الميدان ويعبّر عن نبض المقاومة.

وأكد مشاركون في هذه التحركات أن “ارتقاء أبي عبيدة يشكّل خسارة كبيرة، ليس فقط لكتائب (القسام)، بل للشعب الفلسطيني عمومًا”، مشددين على أن “دماء القادة الشهداء لطالما كانت وقودًا لاستمرار المقاومة وتعزيز حضورها في الوعي الشعبي، داخل فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات”.

وتعكس هذه التفاعلات الشعبية الواسعة في المخيمات الفلسطينية في لبنان حجم التأثر العميق بالأحداث الجارية في قطاع غزة، والتلاحم الوجداني بين اللاجئين وقضية شعبهم، في وقت تتواصل فيه حرب الإبادة والحصار، وسط شعور عام بأن المعركة واحدة، وأن دم الشهداء يوحّد الفلسطينيين أينما كانوا.

هذا وتصدّر وسم “أبو عبيدة” قوائم التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، بعد تداوله على نطاق واسع من قبل مستخدمين في عدد من الدول العربية، وسط تفاعل لافت شمل آلاف المنشورات والتعليقات خلال ساعات قليلة.

وشهد الوسم انتشارًا واسعًا على منصات مثل إكس (تويتر سابقًا) وفيسبوك وتيليغرام، حيث تنوّعت المشاركات بين رسائل تضامن، وتحليلات سياسية، ومقاطع أرشيفية، إلى جانب تفاعل إعلامي ملحوظ من حسابات إخبارية ونشطاء.

ونعت “القسام” عددا من قادتها، من ضمنهم الناطق السابق باسمها حذيفة الكحلوت، مساء اليوم الإثنين، مؤكدة استشهادهم في قصف “إسرائيلي” خلال الحرب على قطاع غزة، وذلك في بيان تلاه المتحدث العسكري الجديد باسم الكتائب مساء اليوم الاثنين.

وكان آخر ظهور للمتحدث السابق في 18 تموز/يوليو الماضي، حيث ظهر في تسجيل مصور تناول فيه تطورات الحرب ورسائل الكتائب، قبل أن تعلن “القسام” اليوم استشهاده رسميا.

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة