تعقيبا من اتحاد العاملين المحليين في الأونروا في لبنان على رسالة المفوض العام السيد فيليب لازاريني، وما ورد فيها من توصيف خطير ودقيق للمرحلة الوجودية التي تمرّ بها الوكالة.
يرى الاتحاد أن خطورة الواقع الحالي لم تعد تحتمل الاكتفاء بالتحذير أو إدارة الأزمة، بل تستوجب جهود استثنائية وواضحة، ومواقف أكثر صلابة، وخيارات عملية تحمي الوكالة وموظفيها ولاجئيها من الخطر الحقيقي الذي يتهددهم.
إن الرسالة، رغم صراحتها، تؤكد مجددًا أن الموظفين يُطلب منهم تحمّل أثمان سياسية ومالية متراكمة، بينما لا تزال الإجراءات والخطوات المتخذة من الادارة حتى الآن غير كافية لوقف مسار التفكيك المتدرّج للأونروا، أو لتأمين الحد الأدنى من الاستقرار الوظيفي والمعيشي للعاملين فيها، لا سيما في لبنان حيث يعيش الموظفون واللاجئون على حدّ سواء أوضاعًا اقتصادية خانقة.
ويؤكد اتحاد الموظفين أن استمرار الحديث عن “تدابير إضافية” و“إجراءات احترازية” دون وضوح في الضمانات، ودون إشراك فعلي للاتحادات في القرار، يفاقم القلق المشروع لدى الموظفين، ويضعهم مجددًا في موقع تحمّل نتائج سياسة التكيف لدى الادارة العليا وعجز المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته تجاه الأونروا.
وعليه، فإن اتحاد الموظفين في الأونروا/لبنان يعلن بوضوح ما يلي:
-إن حماية ولاية الأونروا لا يمكن أن تتحقق على حساب حقوق الموظفين أو أمنهم الوظيفي أو كرامتهم، وأي مسار تقشفي جديد مرفوض إذا لم يقترن بضمانات صريحة وملزمة.
-نطالب المفوض العام بالانتقال من إدارة الأزمة إلى المواجهة السياسية العلنية، وباستخدام كل ما يتيحه موقعه الأممي لفضح محاولات التجفيف المالي والتشريعي التي تهدف إلى إنهاء الوكالة.
-نرفض أن يتحول الموظفون مرة أخرى إلى خط الدفاع الأخير عن الأونروا، فيما تغيب إجراءات الحماية الجدية، وخطط الطوارئ الواضحة، والتواصل الشفاف.
-نؤكد أن أي خطوات استثنائية أو احترازية يجب أن تُناقش مسبقًا مع اتحادات الموظفين، وأن تُبنى على شراكة حقيقية لا على البلاغات او التسريبات الملغومة.
إن اتحاد الموظفين في لبنان يذكّر بأن صمود الأونروا طوال العقود الماضية لم يكن نتيجة سياسات مالية، بل ثمرة تضحيات الموظفين والتزامهم، وهو التزام لا يمكن استنزافه إلى ما لا نهاية.
وعليه، فإننا نحمّل إدارة الوكالة، كما المجتمع الدولي والدول المانحة، مسؤولية مباشرة عن حماية الأونروا وموظفيها، ونؤكد أن الاتحاد يحتفظ بحقه الكامل في اتخاذ كل الخطوات النقابية المشروعة دفاعًا عن حقوق العاملين وكرامتهم واستمرارية الخدمات.
مؤكدين ان المرحلة الراهنة تتطلب وضوحًا وجهودا استثنائية بحجم الازمة والمخاطر، وشجاعة سياسية، وتحركات بحجم التهديد…لا مزيدًا من التحذيرات والتقليصات.
اتحاد العاملين المحليين في الأونروا/لبنان
بيروت في 30-12-2025