القضية الفلسطينية بشكل عام ومعاناة أهلنا في غزة بشكل خاص لا تحتاج الى الشعارات والخطابات الرنانة ولا تحتاج الى المزايدات الخالية من أي مضمون عملي بل هي تحتاج الى سلوك جديد وطريقة تفكير جديدة خلاقة من اجل النهوض بهذا الشعب المظلوم الذي تعرض لكم هائل من النكبات والنكسات والتي وصلت ذروتها في غزة المنكوبة خلال العامين المنصرمين.
يبدو ان عام 2026 سيكون عام التحولات الساخنة وغياب افاق للحلول وكما كان يقول اجدادنا قديما ” لو بدها تشتي كانت غيمت “.
ويبدو ان الغيوم التي تملأ سماء ارضنا المقدسة تحمل معها مزيدا من التآمر والتخاذل ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وكما كان العام المنصرم سيكون العالم الجديد مليئا بالازمات المتراكمة والمشاهد الدولية البالغة التعقيد ولكننا وبالرغم من هذه الصورة القاتمة سنبقى متشبثين بالامل والرجاء وسنبقى ننادي بالحق والعدالة ونصرة شعبنا المظلوم.
ما هو المطلوب انما هو حل جذري للقضية الفلسطينية وليس الاكفتاء بإدارة القضية فهذه القضية تحتاج الى حل وشعبنا يتوق الى الحرية والعدالة والانعتاق من الاحتلال والظلم والاستبداد.
ان اكبر تحدي يواجه الشعب الفلسطيني في المرحلة المقبلة انما يتمثل بالصمود في وجه سياسات ومؤامرات التهجير والتطهير العرقي.
فما يمر به الفلسطينيون حاليا انما هي اخطر مرحلة من تاريخهم الحديث وهذا يجب ان يكون حافزا لهم لكي يرتبوا بيتهم الفلسطيني الداخلي ولكي يكونوا اكثر لحمة وحكمة ووعيا ورصانة وابتعادا عن كل الانقسامات والتشرذم.
ان مسألة الوحدة ونبذ الانقسامات وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ليست ترفا فكريا بل هي حاجة استراتيجية ملحة من اجل النهوض بشعبنا وقضيته العادلة وخاصة في هذه الأوقات العصيبة والاليمة .
نتمنى ان يكون العام القادم افضل من سابقه وان كنا نعتقد بأن نيل المطالب لا يكون بالتمني بل بالفعل والعمل ورص الصفوف وترتيب الحالة الفلسطينية الوطنية الداخلية التي تحتاج الى كثير من الإصلاح والتغيير نحو ما هو افضل.
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 31/12/2025