نظمت فصائل الثورة الفلسطينية يوم الجمعة، وقفة تضامنية بعد صلاة الجمعة 23 ايار امام مسجد الفرقان، مع ابناء شعبنا في فلسطين عامة، وغزة والضفة خاصة، وذلك رفضًا واستنكارًا للحصار الظالم المفروض على أهلنا في غزة، ورفضا لسياسة التجويع الممنهجة، والتهجير القسري، والجرائم الوحشية بحق المدنيين، وسط حضور فصائلي وحشد شعبي من ابناء المخيم، والقيت كلمات عدة بالمناسبة.

كلمة فصائل منظمة التحرير

القى كلمة فصائل منظمة التحرير، الرفيق ابو يحيى مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في المخيم حيث ندد بالصمت الدولي والتخادل العربي امام ما يجري من استهداف وقتل للشعب الفلسطيني، وشدد على  ضرورة حشد كل الطاقات لردع الكيان الصهيوني وافشال خطة جدعون التي أطلقها العدو الصهيوني في قطاع غزه، واجباره على وقف الابادة الجماعية التي يمارسها ضد الاطفال والنساء على مرآى ومسمع المجتمع الدولي الذي ظهر عجزه. واكد ان نهج المقاومة هو النهج الاقصر لردع العدوان وتحرير فلسطين.

ودعا ابو يحيى لضرورة بلورة مشروع وطني جامع تلتقي تحت سقفه كافة الفصائل الفلسطينية ليكون ممثلا حقيقيا للشعب الفلسطيني مدعوما بقاعدة شعبية فلسطينية تحمى المقاومة ونهجها.

كلمة تحالف قوى المقاومه الفلسطينيه

بدوره، القى مسؤول العلاقات لحركة الجهاد الاسلامي، في مخيم برج البراجنة، يوسف الحسن، كلمة تحالف قوى المقاومه الفلسطينية، قال:

الْيَوْمَ، فِي هَذِهِ الْحَرْبِ الْوَحْشِيَّةِ، لَا شَيْءَ بَقِيَ فِي غَزَّةَ إِلَّا وَأُصِيبَ فِي مَقْتَلٍ. قُصِفَتِ الْمَدَارِسُ، دُمِّرَتِ الْمُسْتَشْفَيَاتُ، هُدِمَتِ الْبُيُوتُ، حَتَّى خِيَامُ النَّازِحِينَ قُصِفَتْ. لَمْ يَسْلَمْ طِفْلٌ وَلَا شَيْخٌ، لَا امْرَأَةٌ وَلَا رَضِيعٌ. حَتَّى الْأَطِبَّاءُ وَالْمُسْعِفُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْحَيَاةَ بِأَيْدِيهِمْ، صَارُوا أَهْدَافًا مُبَاشِرَةً.

وَكَانَ لِلصَّحَافَةِ وَالإِعْلَامِ نَصِيبٌ مِنْ هَذَا الإِجْرَامِ؛ .. وخَرَجَتِ الْمُسْتَشْفَيَاتُ عَنِ الْخِدْمَةِ. لَا دَوَاءَ، لَا غِذَاءَ، لَا مَاءَ. مِئَاتُ الْآلَافِ بَاتُوا بِلَا مَأْوًى، يُطَارِدُهُمُ الْقَصْفُ مِنْ حَيٍّ إِلَى حَيٍّ، وَمِنْ مُخَيَّمٍ إِلَى مُخَيَّمٍ. صُوَرُ الْأَطْفَالِ تَحْتَ الْأَنْقَاضِ، وَصَرَخَاتُ الْأُمَّهَاتِ الثَّكَالَى، بَاتَتْ مَشَاهِدَ يَوْمِيَّةً لَا تَهُزُّ ضَمِيرَ الْعَالَمِ، وَلَا تُحَرِّكُ صَمْتَ الْمُتَفَرِّجِينَ.

وأضاف، الْأَدْهَى مِنَ الدَّمَارِ، هُوَ الصَّمْتُ. صَمْتُ الْعَالَمِ الْمُخْزِي. تَوَاطُؤُ الْأَنْظِمَةِ، وَتَخَاذُلُ الْمُؤَسَّسَاتِ الدُّوَلِيَّةِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ. لَمْ نَرَ تَحَرُّكًا جَادًّا، لَمْ نَسْمَعْ صَوْتًا صَادِقًا، وَكَأَنَّ غَزَّةَ قَدْ أُخْرِجَتْ مِنْ جُغْرَافِيَا الْإِنْسَانِ، وَأُسْقِطَتْ مِنْ مِيزَانِ الْعَدَالَةِ.

وَبِرَغْمِ هَذَا الْإِجْرَامِ وَهَذِهِ الْوَحْشِيَّةِ، تَبْقَى غَزَّةُ وَاقِفَةً. مِنْ تَحْتِ الرُّكَامِ تَخْرُجُ الْكَلِمَاتُ. مِنْ بَيْنِ الْأَنْقَاضِ تَنْبُتُ الْحَيَاةُ. غَزَّةُ لَا تَمْلِكُ جَيْشًا جَرَّارًا، وَلَا طَائِرَاتٍ مُقَاتِلَةٍ، وَلَكِنَّهَا تَمْلِكُ مَا لَا يُقْهَرُ: إِرَادَةً لَا تَنْكَسِرُ، وَحَقًّا لَا يَمُوتُ، وَقَضِيَّةً لَا تَسْقُطُ بِالتَّقَادُمِ.

وختم بالقول: يَا غَزَّةُ، يَا جُرْحَ الْأُمَّةِ النَّابِضَ، يَا قِبْلَةَ الصُّمُودِ، نَعِدُكِ أَنْ نَبْقَى أَوْفِيَاءَ لِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ، نَعِدُكِ أَلَّا نَصْمُتَ، لِأَنَّ الصَّمْتَ خِيَانَةٌ، وَلِأَنَّ التَّارِيخَ لَا يَرْحَمُ.