في إنجاز تربوي لافت، تواصل ثانوية دير ياسين مسيرة التفوق التي أرساها مديرها الراحل، الشهيد الأستاذ فتح شريف، وذلك بتحقيق نتائج مبهرة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة لعام 2025. هذه النتائج لم تكن مجرد أرقام، بل هي شهادة حية على الأثر الخالد الذي تركه الأستاذ شريف في نفوس طلابه ومعلميه، وتكريم لرؤيته التي آمنت بأن التعليم هو أسمى رسالة.

نجاح مئوي وتفوّق أكاديمي

على الرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب وتحدياتها الأمنية والمعيشية، سجّل طلاب ثانوية دير ياسين بمخيم البص حضوراً قوياً ونِسب نجاح غير مسبوقة. حيث حققت المدرسة نسبة نجاح بلغت 100% في فرع علوم الحياة. كما أن هذا النجاح لم يقتصر على مجرد النجاح، بل امتد ليشمل التفوق الأكاديمي، فمن بين طلاب الفرع، نال 8 منهم تقدير “امتياز”، و31 تقدير “جيد جداً”، و36 تقدير “جيد”، بمتوسط تفوق عام بلغ 84.26%.

فتح شريف: القائد الذي ترك بصمة لا تُمحى

لطالما عُرفت ثانوية دير ياسين بالتزامها بالتميز الأكاديمي والقيم التربوية، وهذه السمعة الطيبة كانت نتاج جهود مديرها السابق، الشهيد الأستاذ فتح شريف. لقد كان الأستاذ شريف يؤمن بأن التعليم هو السبيل الأمثل لبناء مستقبل أفضل، وكان يرى في كل طالب شعلة أمل للمستقبل.

إن هذا النجاح الساحق الذي حققه طلابه اليوم هو خير دليل على أن إرثه لا يزال حياً ومستمرًا. لقد أثبتت المدرسة أن الأثر الحقيقي للقادة لا يُقاس بالسنوات التي قضوها بيننا، بل بالأثر الذي يتركونه في نفوس من حولهم.

طلاب المخيمات يتحدون الصعاب

لم يقتصر التفوق على ثانوية دير ياسين فقط، بل شمل مدارس أخرى في المخيمات الفلسطينية، مما يؤكد على إصرار الطلاب على النجاح رغم كل الظروف. ففي ثانوية الأقصى بمخيم الرشيدية، بلغت نسبة النجاح في فرع علوم الحياة 100%، بينما حققت مدارس وكالة “أونروا” أداءً لافتًا في مناطق أخرى، مثل ثانوية القسطل في بعلبك التي سجلت نسبة نجاح 95% في فرع علوم الحياة و100% في فرع الاقتصاد.

تُظهر هذه النتائج أن التحديات الأمنية والمعيشية في جنوب لبنان لم تمنع الطلاب من تحقيق أحلامهم، بل دفعتهم نحو مزيد من العزيمة والإصرار، محافظين بذلك على رسالة التعليم التي ناضل من أجلها قادتهم التربويون، وعلى رأسهم الشهيد فتح شريف.

رحم الله الأستاذ فتح شريف، وجعل نجاحات طلابه شاهدًا على عظمة رسالته وتفانيه في خدمة التعليم.