إحياءً للذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد القائد الرمز ومؤسس الثورة الفلسطينية المعاصرة ياسر عرفات “أبو عمار”، نظّمت مؤسسة الشهيد أبو جهاد الوزير ومؤسسة نور الأمل ندوةً سياسية بهذه المناسبة، تحدّث فيها الأخ جمال قشمر عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، بحضور العميد عبد أسعد مسؤول مؤسسة الوزير، إلى جانب ممثلين عن الأحزاب والقوى والفصائل الفلسطينية واللبنانية، وجهاز الأمن الوطني الفلسطيني، والاتحادات والنقابات، والتنظيم، وسط حضور نسوي لافت ومميّز.
استهلّ الأخ جمال قشمر كلمته بشكر المؤسسات الداعية والحضور، مؤكدًا أنّ “أبو عمار لا يمكن أن يكون مجرد ذكرى أو مناسبة، فهو حاضر في وجدان شعبنا بما صنعه من تاريخ ومسيرة نضالٍ امتدّت من النكبة إلى الثورة، ومن الرصاصة الأولى إلى لحظة الشهادة”.
وأضاف قشمر: “منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية حرص الشهيد عرفات على بناء مؤسسات الوطن، فأطلق مؤسسة الشؤون الاجتماعية لرعاية أسر الشهداء، واهتمّ بأبناء الجرحى والأسرى، كما عمل على تأمين المنح الدراسية في الطب والهندسة وسائر التخصّصات، وأنشأ المستشفيات والمستوصفات لتخفيف معاناة أبناء شعبنا”.
وأشار إلى أنّ القائد الراحل كان قريبًا من شعبه، يسمع همومهم ويعالج قضاياهم، وقال: “حتى وهو على سرير المرض في باريس، كان سؤاله الدائم: هل تمّ تحويل رواتب شعبنا في لبنان؟”.
واستعاد قشمر مواقف من حياة الشهيد القائد، مشيرًا إلى أنّ “أبو عمار كان رجل البنادق والخنادق، يقود المعركة العسكرية ويؤمّن في الوقت ذاته صمود أبناء شعبه بتوفير رغيف الخبز والكهرباء والدواء خلال حصار بيروت الذي استمر 88 يومًا”.
وتوقّف عند مناقبيته العالية وتواضعه، إذ كان في شهر رمضان المبارك يزور المقاتلين ويفطر بينهم، يقدّم الطعام بيديه ولا يأكل إلّا بعدهم.
وختم قشمر مؤكّدًا أنّ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) يواصل النهج ذاته في رعاية أسر الشهداء ودعم الطلبة والحالات الاجتماعية عبر صندوق الرئيس، متمسكًا في الوقت نفسه بالثوابت الوطنية وحقوق شعبنا رغم كلّ الضغوط والتحديات.
واختُتمت الندوة بتوجيه التحية لروح الشهيد القائد ياسر عرفات ولأرواح شهداء الثورة الفلسطينية، والتأكيد على مواصلة الدرب حتى تحقيق النصر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.