شهدت قاعة المركز الثقافي في مخيم البص بمنطقة صور فعالية وطنية جامعة، نظّمتها فصائل العمل الوطني الفلسطيني، لاستقبال التعازي بشهداء مخيم عين الحلوة، وتقديم التبريكات لذويهم بنيلهم شرف الشهادة. وقد تحوّل المجلس إلى محطة وطنية حاشدة جمعت ممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، إضافة إلى شخصيات علمائية وبلدية واختيارية، ومؤسسات اجتماعية وشعبية، في مشهد يعكس وحدة الموقف والتضامن مع المخيم وأهله.
وجاءت هذه الفعالية في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف ملعبًا رياضيًا داخل مخيم عين الحلوة، وأدى إلى استشهاد مجموعة من المدنيين بينهم أطفال، ما أثار موجة غضب واسعة واستنكارًا فلسطينيًا ولبنانيًا.
كلمات سياسية ودينية ترفض الاعتداء وتؤكد الوحدة
وألقيت خلال المجلس سلسلة كلمات أكدت بمجملها على خطورة “الضربة الإرهابية” التي نفّذها العدو الصهيوني، ووصفتها بأنها امتداد لسياسة القتل الممنهج ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولة جديدة لكسر إرادته الصلبة.
وكانت الكلمات على التوالي لكل من:
• منظمة التحرير الفلسطينية: ألقاها مسؤول الإعلام في حركة فتح الحاج محمد البقاعي.
• حزب الله: ألقاها معاون مسؤول منطقة جبل عامل الأولى السيد خليل حسين.
• تحالف القوى الفلسطينية: ألقاها المسؤول السياسي لحركة حماس الشيخ عبد المجيد العوض.
• موعظة حسنة: قدّمها رئيس مجلس علماء فلسطين فضيلة الشيخ حسين قاسم.
وشدّد المتحدثون على أن الجريمة الأخيرة ليست حدثًا معزولًا، بل تأتي ضمن سياق الاعتداءات اليومية التي تستهدف الفلسطينيين داخل المخيمات وخارجها، في محاولة لخلق بيئة من الخوف والضغط والترويع. كما لفتوا إلى أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والأعراف الإنسانية، وتشكّل تهديدًا مباشرًا لسيادة لبنان وأمنه.
وفي ختام الفعالية، وقف الحضور دقيقة وفاء لروح الشهداء الذين سقطوا في الاعتداء، وتوجّهوا بالدعاء لهم وبالتعزية لذويهم. كما جرى التأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية، وعلى استمرار النضال المشترك حتى تحرير الأرض والعودة إلى فلسطين، معتبرين أن دماء الشهداء ستظلّ نورًا يوجّه البوصلة نحو الوحدة والصمود.
