أقدم الجيش اللبناني على إغلاق المنفذ الوحيد المؤدي إلى منطقة “سكة البط” في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، عبر وضع حاجز حديدي وبوابة مغلقة بالكامل، في خطوة فاجأت الأهالي الذين يقصدون هذه المنطقة بشكل يومي للتنزه والسماح لأطفالهم باللعب بعيداً عن الازدحام وضيق المساحات داخل المخيم.

ويؤكد سكان المخيم أن قرار الإغلاق جاء من دون أي إشعار أو توضيح رسمي من الجهات المعنية، ما انعكس سلباً على حياتهم اليومية، خصوصاً أن المنطقة تُعد المتنفس الوحيد لأكثر من 20 ألف لاجئ يعيشون في ظروف مكتظة وصعبة.

وكانت السلطات اللبنانية قد مهّدت لهذه الخطوة في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، عندما وضعت حجارة وبلوكات إسمنتية بشكل عشوائي لعرقلة مرور الأهالي، قبل أن يتم إغلاق الطريق بشكل كامل اليوم، وسط استمرار الغموض حول أسباب هذا الإجراء.

وتتميّز منطقة “طريق السكة الجنوبي” بطبيعتها الهادئة وفضائها المفتوح، ما جعلها المقصد الأساسي للعائلات لقضاء أوقات ترفيهية في ظل غياب المساحات العامة داخل المخيم.

وفي سياق متصل، يربط مراقبون بين ما يجري في مخيم الرشيدية وإجراءات مماثلة اتخذها الجيش اللبناني في مخيم البداوي في طرابلس شمال البلاد، حيث جرى إغلاق نحو 13 مدخلاً وحصر الدخول عبر مداخل محددة، ما تسبب بضغوط كبيرة على الأهالي في تنقّلهم ووصولهم إلى أعمالهم.

ويأتي ذلك وسط حديث متزايد عن خطة يجري إعدادها بين الجيش اللبناني والسلطة الفلسطينية، تستهدف فرض واقع أمني جديد على المخيمات الفلسطينية، بما قد ينعكس بمزيد من التضييق والعزل على سكانها، في وقت يطالب فيه أهالي مخيم الرشيدية السلطات اللبنانية بتوضيح أسباب الإغلاق وإعادة فتح الطريق لما يمثّله من حاجة أساسية لحياتهم اليومية.