برعاية وتوجيهات أمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور سيادة اللواء توفيق عبدالله، نظّمت التعبئة الفكرية لحركة “فتح” في منطقة صور، وقفةً وطنيةً وفكريةً تضامنيةً تحت شعار “نيسان.. شهر الأسرى والشهداء والقادة الخالدين”، إحياءً ليوم الأسير الفلسطيني وتخليداً لذكرى الشهداء القادة: خليل الوزير، كمال عدوان، كمال ناصر، وأبو يوسف النجار، اليوم الجمعة ١٨-٤-٢٠٢٥، في مخيم البرج الشمالي.
وذلك بحضور عدد من الشخصيات السياسية، وقيادة حركة “فتح” في منطقة صور وشُعبها التنظيمية، إلى جانب ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والأحزاب اللبنانية، وجمعية التواصل اللبناني الفلسطيني، وفعاليات شعبية واتحادات ونقابات، وحدة الإسعاف والطوارئ لجمعية الخدمات الطبية، وجمهور واسع من أبناء المخيمات.
بدايةً افتُتحت الوقفة بكلمة مسؤول مكتب التعبئة الفكرية في منطقة صور محمد العلي، أكَّد فيها أنّ هذه الوقفة تجسّد وفاءً صادقًا للأسرى البواسل، وتخليداً للشهداء القادة الذين كتبوا بالدم خارطة نضالنا الوطني.
وقال: “نلتقي اليوم تحت راية “فتح” وعلم فلسطين، في وقفةٍ وطنيةٍ وفكريةٍ نُجدّد فيها العهد للأسرى، ونُخلّد فيها الشهداء، ونُؤكّد موقفنا من العدوان على شعبنا في غزة والضفة، ومن المشاريع التصفوية لقضيتنا”.
وتابع، نيسان ليس مجرّد شهر، بل مرحلة مفصلية رسمت بدماء الشهداء وجراح الأسرى مجد شعب لا ينكسر. هو شهر القادة الذين مضوا على درب الكفاح، وأودعونا فكراً نقاتل به حتى النصر.
ونقف اليوم لنقول: “إنَّ الوفاء للأسرى هو وفاء لفلسطين، وإنّ دم الشهداء سيبقى البوصلة التي لا تنحرف، وإنّ ثقافتنا الوطنية هي سلاحنا الأول في معركة الوعي، وهي الجدار المتين الذي نحمي به شعبنا من الضياع والتيه. مشددًا، فتح التي اختارت الكفاح طريقًا، ستبقى على عهد الشهداء، وفية للأسرى، وراسخة في الميدان، وفي كل ساحة نضال”.
كما ألقى مسؤول إعلام “فتح” في منطقة صور الحاج محمد البقاعي، كلمة الحركة نيابةً عن اللواء توفيق عبدالله، بدأها بتحية إجلال للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وللأسرى الذين يصنعون من الزنازين مدرسةً للصمود، وللشهداء الذين كتبوا ملحمة الوطن. وأكَّد أنَّ قضية الأسرى في صدارة أولويات القيادة الفلسطينية.
وقال: “أسرانا هم نبض الحرية، وكل طلقة أطلقها شهيد، وكل خطوة خطاها أسير، هي خطوة نحو فجر التحرير”.
وتابع، نُجدد في هذا اللقاء التزامنا بثوابتنا الوطنية، ونرفع الصوت عاليًا، لا صوت يعلو فوق صوت الحق الفلسطيني، وسنبقى أوفياء للشهداء، صامدين مع الأسرى، متمسكين بالثوابت حتى تحقيق النصر، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
كما تطرق في كلمته إلى الوضع السياسي العام، مؤكدًا، أنَّ فلسطين ستبقى البوصلة رغم كلّ الأزمات، وقال: “رغم ما يحيط بنا من تحديات إقليمية ودولية، تبقى قضيتنا هي المركز، وشعبنا هو عنوان النضال، ومشروعنا الوطني هو الردّ الأوحد على مشاريع التجزئة والتفتيت. وإننا في حركة “فتح”، نؤمن أنَّ صمود شعبنا، وتمسكه بحقوقه، هو أقوى من أي تطبيع أو تآمر سياسي”.
وفي سياق حديثه عن العلاقة اللبنانية الفلسطينية، شدد على أهمية صون هذه العلاقة، وعلى الدور النضالي المشترك، وقال: “نوجّه التحية للبنان، أرض المقاومة والشهداء، ونؤكّد أنَّ العلاقة اللبنانية الفلسطينية يجب أن تبقى عنوانًا للوحدة والنضال المشترك”.
وأضاف، نحن نثمّن احتضان شعبنا في لبنان، وندعو إلى تعزيز هذه العلاقة الأخوية، بما يحفظ كرامة أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات، ويصون وحدة الصفّ، ويخدم قضيتنا الوطنية الكبرى. كما نؤكّد أنَّ وحدتنا الفلسطينية وإنهاء الانقسام هما الطريق الأوحد نحو استعادة حقوقنا وتثبيت وجودنا في وجه الاحتلال”.
ومن ثم ألقى رئيس جمعية الأكاديميين الأستاذ خليل الأشقر، كلمةً باسم اتحاد الجمعيات في صور ومحيطها، فقال: “نيسان محطة نضالية تختزل وجع الأسرى وصمودهم، وتُخلّد ذكرى قادة ارتقوا بأجسادهم، وبقوا في وجداننا منارات لا تنطفئ”.
وتابع، نستحضر في هذا اليوم أولئك الشهداء القادة الذين سقطوا برصاص الغدر الصهيوني، أبو جهاد، أبو يوسف النجار، كمال عدوان، وكمال ناصر، الذين حملوا راية التحرير وارتقوا على طريق الكرامة. وكما نستنكر بشدّة المجازر بحق أهلنا في غزة، ونؤكد أنَّ فلسطين وعد لا يسقط، وصوت شهدائنا لن يصمت مهما طال ليل الاحتلال”.
وفي ختام الوقفة، حيّى المشاركون صمود غزة، وتضحيات الشهداء، ونضال الأسرى، مؤكدين أنَّ نيسان سيبقى شهر العهد والوعد والثبات.