شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” اللبناني، الشيخ علي دعموش، على أن “السرطان الذي يفتك بلبنان والمنطقة هو إسرائيل، ومعها الولايات المتحدة الأميركية التي تشارك الكيان الصهيوني بشكل تام في الجرائم كلها التي يرتكبها في لبنان وفلسطين والمنطقة”.
واعتبر دعموش في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، أن “الهدف الأساسي للولايات المتحدة في لبنان هو حماية إسرائيل، وتمكينها من فرض سيطرتها وتحقيق أهدافها، واستخدامها أداة لتطويع وإخضاع كل من يعارض الهيمنة الأميركية على المنطقة”.
وجاءت تصريحات دعموش في ظل تصاعد التوتر على الجبهة الجنوبية اللبنانية، واستمرار القصف الإسرائيلي الذي يستهدف القرى الحدودية والبنية التحتية، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي؛ كما تأتي في وقت يتواصل فيه الجدل الداخلي حول مستقبل سلاح المقاومة، في ظل ضغوط سياسية وإعلامية محلية وخارجية لإدراج هذا الملف على طاولة النقاش الوطني.
وأشار إلى أن “إسرائيل تخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وتواصل اعتداءاتها على اللبنانيين بغطاء أميركي كامل، في محاولة للضغط على لبنان للرضوخ إلى مطالبها، وأبرزها نزع سلاح المقاومة وتجريد البلد من عناصر قوته”.
وحذّر من أن “كل من يطالب بسحب سلاح المقاومة قبل إزالة العدوان الإسرائيلي ومعالجة تهديداته، إنما يخدم مصالح العدو، ويتماهى مع أهدافه، سواء عن قصد، أو من دون قصد”.
وأضاف أن “الحديث عن نزع السلاح في هذا التوقيت يتعارض مع مصلحة لبنان، ويضعف موقعه في ظل الاحتلال والاعتداءات المتواصلة”.
وأكد الشيخ دعموش أن “مسألة نزع سلاح المقاومة ليست مطروحة حالياً”، مشددًا على أن “ما هو مطروح اليوم يأتي بعد انسحاب العدو، وإطلاق سراح الأسرى، ووقف الاعتداءات، عندها يمكن النقاش في استراتيجية دفاعية في التوقيت المناسب”.
واعتبر أن “الأولوية اليوم يجب أن تكون لوقف العدوان، وطرد الاحتلال، وتحرير الأسرى، وإعادة الإعمار، وإجراء الإصلاحات، وتفعيل مؤسسات الدولة لتقوم بواجباتها تجاه المواطنين”.
وختم قائلاً: “لن نسمح بتأجيل أي ملف أو ربطه بشروط، وسنكون شركاء فاعلين في الخطوات كلها مع الحكومة والمجلس النيابي لتحقيق هذه الأولويات”.
ويأتي تصريح دعموش ردًا غير مباشر على مواقف داخلية، وخصوصًا من بعض القوى السياسية اللبنانية التي دعت إلى حوار وطني جديد لمناقشة سلاح “حزب الله”، في ضوء الدعوات الغربية المتكررة لضرورة حصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، وهو ما تعتبره المقاومة “محاولة لتفكيك عناصر الردع بوجه العدو”.
