حمزة البشتاوي
إنتهت الجولة، لكن لم ينتهي الصراع، وما زالت المنطقة تترقب بحذر شديد التداعيات والمخاطر والخوف من عودة التوتر في أكثر من جبهة ودولة خاصة في قطاع غزة وجنوب لبنان، وهذا الترقب والحذر يضع المنطقة برمتها على صفيح ساخن، في عصر يحكم فيه دونالد ترامب أقوى دولة في العالم، وبنيامين نتنياهو أسوء كيان في العالم.
فشل العدوان على إيران، يستمر التخويف والتهويل المصحوب بالخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في لبنان، وخلال العدوان على إيران صدرت مواقف أكدت على حكمة وشجاعة المقاومة التي أعلنت عن وقوفها إلى جانب إيران التي لم تتخلى يوماً عن لبنان ووقفت دائماً معه ومع المقاومة في كل المراحل مع التأكيد على حرصها الشديد على مصالح لبنان العليا ومصالح اللبنانيين الذين كانوا ينظرون إلى الحرب باعتبارها حرباً مصيرية أكدت في مجرياتها على ثابتتين، الأولى: أن (إسرائيل) مجرد ثكنة أطلسية تتحطم تحت الصواريخ الإيرانية الثقيلة، والثانية: أن الولايات المتحدة بكامل ثقلها وترسانتها قامت بضربة إستعراضية للمنشآت النووية الإيرانية، بلا نتائج إستراتيجية بل لشراء الهيبة التي سقطت أمام الرد الإيراني على قواعدها العسكرية في المنطقة وصولاً إلى إعلان ترامب وقفاً لإطلاق النار.
وعلى صعيد لبنان هناك تقديرات سياسية تتحدث عن احتمال قيام الإحتلال الإسرائيلي بعدوان واسع على لبنان، ومكمن الخطر هو استمرار الخروقات والحشود العسكرية على الحدود مع لبنان، واحتمال قيام الإحتلال الإسرائيلي بهجوم بري يستهدف الأراضي اللبنانية بعد الفشل طيلة 66 يوم، وبحال حصول هذا الهجوم سوف تتدخل المقاومة التي ما زالت تملك القدرات العسكرية اللازمة للتصدي والدفاع، وقد تغادر مربع الصبر الإستراتيجي ولكنها الآن ملتزمة بالقرار الرسمي واعطاء الدولة اللبنانية فرصتها للحل السياسي بدعم من المقاومة من أجل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي لمناطق في جنوب لبنان، وهذا يعني أن حزب الله يريد رداً وطنياً على الخروقات وعلى الورقة الأمريكية.
ويتمسك الوقوف مع الحق بوعي كبير بمواجهة عمليات التخويف والتضليل وزرع الشك والخوف والتردد في قلوب الناس الحرة التي تنظر إلى (إسرائيل) مهما فعلت بأنها أوهن من بيت العنكبوت خاصة بعد فشل العدوان على اليمن وإيران وحرب الإبادة على قطاع غزة.
ولا خوف في قلوب الناس لأن الخوف الحقيقي الأكبر هو لدى الإسرائيليين الذين أصبحوا ينظرون إلى كيانهم بأنه يتحول إلى كيان غير قابل للحياة والإستمرار لولا دعم الولايات المتحدة والغرب، وأما المقاومة التي لا تقف على الحياد في الصراع ما بين الحق والباطل، ستبقى في خط المواجهة مع الإحتلال دفاعاً عن النفس والحق والوجود، مهما طال الزمن وعظمة التضحيات، وتتمسك المقاومة في لبنان بأربعة تقاط أساسية لا يمكن التنازل عنها وهي:
1- إنسحاب جيش الإحتلال.
2- وقف الخروقات والإعتداءات.
3- إطلاق سراح الأسرى من سجون الإحتلال.
4- البدء في عملية إعادة الإعمار.
وفي ظل تمسك المقاومة في هذه النقاط الأربعة فإن أي عدوان يرتكبه الإحتلال يمكن أن يرد حزب الله ليس فقط على العدوان بل حتى على المحرضين عليه، وقبل هذا الرد تعمل المقاومة في لبنان على مقاربة القضايا الداخلية من منطلقات وطنية وبدون أي تحفظ دفاعاً عن لبنان.
كاتب وإعلامي