في إنجاز يُؤكد على قوة الإرادة وتمسك اللاجئين الفلسطينيين بهويتهم، اختتمت أمس فعاليات دورة فن التطريز الفلسطيني، التي نظمتها جمعية الحولة. الدورة، التي استمرت على مدار شهر ونصف، شهدت مشاركة 18 سيدة مبدعة وطموحة، أظهرن مهارات فائقة في إحياء هذا الفن التراثي الأصيل.
إبداع تراثي وتمكين للمرأة
تضمن حفل الاختتام عرضًا لأجمل الأعمال اليدوية التي أنجزتها المشاركات، والتي عكست المهارات التي اكتسبنها والدقة الفنية في التصاميم المطرزة. هذه الأعمال لم تكن مجرد قطع فنية، بل هي تجسيد للرواية الفلسطينية المحفورة بالخيط والإبرة، تعكس صمود شعب وتوثق هويته.
وبهذه المناسبة، ألقى السيد محمود الجمعة، رئيس جمعية الحولة، كلمة هنأ فيها المشاركات على هذا الإنجاز اللافت. وأكد الجمعة على “أهمية ودور المرأة الفلسطينية في الحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني”، مشدداً على ضرورة “امتلاك الحرف والمهارات التي تساعد على تمكين المرأة في كافة المجالات”. وربط الجمعة بين هذا التمكين والتمسك بحق العودة، معتبراً أن الحفاظ على التراث جزء لا يتجزأ من النضال من أجل استعادة الحقوق.
تكريم وتقدير لجهود العطاء والإبداع
وفي ختام الحفل، تم تكريم المشاركات بتقديم شهادات تقدير لجهودهن ومثابرتهن خلال الدورة. وقد عبرت جمعية الحولة عن بالغ فخرها واعتزازها بكل سيدة شاركت وساهمت في إنجاح هذه الدورة، التي تُعد نموذجاً يحتذى به في الحفاظ على التراث وتعزيز دور المرأة في المجتمع.
كما تقدمت الجمعية بالشكر الجزيل للمدربتين المتميزتين، أسماء الجمعة وسناء قاسم، اللتين أبدعتا في نقل خبراتهما ومهاراتهما للمشاركات، مما أثرى الدورة وجعلها تجربة تعليمية فريدة. ولم تنسَ الجمعية توجيه الشكر لكل من دعم وساهم في إنجاح هذا البرنامج الهام.
إن فن التطريز الفلسطيني، كما أكد المنظمون، ليس مجرد حرفة يدوية، بل هو “قصة شعب، وهوية وطن، ورسالة أمل” تتوارثها الأجيال. نبارك لخريجات الدورة ونتمنى لهن مزيدًا من النجاح والإبداع في مسيرتهن القادمة، ليواصلن نسج خيوط الأمل والتراث.