آخر الأخبار

نهر البارد يواجه أزمة مياه خانقة: اللاجئون الفلسطينيون يدفعون الثمن

173

تتفاقم أزمة المياه في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، حيث يواجه الأهالي انقطاعاً مزمناً في إمدادات المياه النقية، مما يجبرهم على شراء المياه بأسعار باهظة من الصهاريج المتنقلة. تأتي هذه المعاناة في ظل ظروف معيشية قاسية وبطالة مرتفعة تفرضها القوانين اللبنانية على اللاجئين.

معاناة متجددة: مياه مالحة وهدر للموارد

يوضح محمود أبو حيط، الناشط الاجتماعي وعضو الحراك الشعبي في المخيم، لـ”العربي الجديد” أن مشكلة المياه في نهر البارد ليست جديدة. فمنذ عودة السكان بعد نزوح عام 2007، كانت الآبار الصالحة قليلة، والمياه في بعض المناطق كـ”الكورنيش” مالحة، ما دفع الكثيرين للابتعاد عنها لتجنب تلف الأدوات المنزلية والأضرار الصحية.

ويشير أبو حيط إلى فشل مشاريع حفر الآبار السابقة التي كلّفت مبالغ طائلة دون أن يستفيد منها السكان، ما يعكس “هدراً للمال”. ورغم تواصل اللجان الشعبية مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لم تُحرز أي تطورات إيجابية. ويشدد أبو حيط على ضرورة “اتخاذ قرار سريع لإنهاء الأزمة” مع بدء فصل الصيف وجفاف الآبار.

محاولات فاشلة و مسؤولية “الأونروا”

يؤكد فؤاد بهيج موسى، عضو اللجنة الشعبية في المخيم، أن معظم آبار نهر البارد، الذي يقطنه نحو 32 ألف نسمة، توفر مياه مالحة. ويحمّل موسى “الأونروا” مسؤولية تفاقم المشكلة، مستشهداً بمحاولات حفر آبار جديدة لم تكلل بالنجاح. فقد تعطلت حفاراتها بعد الوصول لأعماق كبيرة، وتبين أن الآبار لا تحتوي على كميات كافية من المياه، ما أدى إلى إغلاقها. “اللجان الشعبية تتابع الموضوع مع أونروا والمؤسسات”، بحسب موسى.

تداعيات كارثية على الحياة اليومية

تتجاوز أزمة المياه مجرد الانقطاع لتطال جوانب حياتية متعددة. تُجبر العائلات على شراء المياه الصالحة للشرب، ما يضيف عبئاً مالياً كبيراً على ميزانياتهم الهشة. تقول أم محمد، من سكان منطقة الكورنيش: “صرنا نشتري المياه من الصهاريج، وندفع كل أسبوع 800 ألف ليرة (حوالي 9 دولارات)، وبالتالي نصف مصروفنا هو على معيشتنا”. وتضيف أن زوجها عاطل عن العمل، ما يجعل الوضع لا يحتمل.

لا يقتصر الضرر على الجانب المالي، فالمياه المالحة تتسبب في مشاكل صحية خطيرة وأمراض جلدية ومعوية، كما تلحق أضراراً بالأدوات المنزلية وتجعل غسيل الملابس وتنظيف أدوات المطبخ أمراً شبه مستحيل. ويشير اللاجئ بلال يوسف إلى أن “مضخات المياه التي تستخدمها أونروا لضخ المياه الحلوة صارت غير صالحة للاستعمال”، وأن غالبية طلاب المدارس يشربون المياه الملوثة.

في ظل هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، يطالب سكان مخيم نهر البارد بتحرك جاد وفوري من قبل “الأونروا” والجهات المعنية لإنهاء معاناتهم وتأمين حقهم الأساسي في الحصول على مياه نظيفة وصالحة للاستخدام.

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة