إذا رحلنا كلنا إلى جنة الرحمن إطووا صفحتنا للأبد ..
مزقوا فلسـطين من كراسة ذاكرتكم فليس لكم بها حاجة ..
أخبروا أصدقاءكم أنه كان هناك أمل ثم إنطفاء ..
واصلوا حياتكم كأننا لم نكن ..
إلعبوا ، إشربوا ، كلوا ، تنزهوا ، إحتفلوا ..
تزينوا ، غنوا ، أرقصوا ، تمتعوا ، إفعلوا كل شيء ..
لكن إياكم
أن تنظروا إلى المرآة
لأنكم لو فعلتم فسترون دماءنا على وجوهكم ..
وأشلاءنا بأيديكم ، وصراخنا في ملامحكم
وأصواتنا دخاناً ينقش خارطة فلسـطين على وجوهكم ..
حين نرحل
مزقوا كتب التاريخ ..
ولا تخبروا أولادكم أنه كان هنا شعبٌ قاوم بشرف وعزة أكثر من سبعين سنة دون أن يفقد الأمل قبل أن يقتله تخاذلكم وصمتكم ..
حين نرحل
أحر.قوا كتب الجغرافيا ..
وإياكم أن تخبروا أولادكم أنه كان لنا جيران من العرب المسلمين الفلسطينيين تعلقت قلوبهم بنا حباً وأملٱ ..
ولم يفهموا أن من الحب ما قتل
لا تخبروهم أن حدوداً وضعها المحتل وأمركم أن تحرسوها هي من كانت المقصلة التي قطعت رقاب جيرانكم ..
والسيف الذي غُرز في ظهورهم ، والحفرة التي دُفنوا فيها ..
إياكم أن تخبروهم أنكم إنشغلتم بإنجازاتكم العظيمة
فصنعتم أكبر صحن تبولة .. وأعظم طنجرة مقلوبة ..
وأفخم منسف باللحم .. وألذ طبق كُشري ..
وأضخم كيكة ميلاد .. وأروع موسمٍ فنيٍّ للرقص والغناء ..
بينما كان اطفال شعب بأكمله يبادون وحدهم
إحتفلوا كثيرًا ..
فلن يظهر عويل ولا بكاء ولا جرائم مروعة
على شاشات أطفالكم تعجزكم عن الإجابة عن أسئلتهم !! ..
نظِّموا حفل عشاء كبير ..
ولا تنسوا كاتشاب دمائنا .. ولا فلفل قهرنا ..
ولا عصير دموعنا .. ولا مونامور صراخنا ..
لقد زال همكم الكبير .. وإلى الأبد ..
لكن تذكروا
بعد رحيلنا سيأتي عليكم الدور واحداً بعد الآخر
لأن لعنة الصمت على دمائنا سوف تصيبكم جميعاً ..
وداعاً ولا لقاء