آخر الأخبار

شهيدا جنين.. حين يُبارك بن غفير قانون الإعدامات الميدانية بكل وحشية

cd4a9798 (1)

لم يكفِ مشهد إعدام شابين فلسطينيين في جنين من قبل جنود الاحتلال بدمٍ باردٍ في مشهدٍ وثقته عدسات الكاميرات، كافيًا لفضح إجرام الكيان الصهيوني وساديته؛ بل تبعه مباركةٌ من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للجريمة واعتبارها حقًا مشروعًا للجنود، ومنحهم الضوء الأخضر لتطبيق قانونه سيء الذكر لإعدام الأسرى الفلسطينيين قبل أن يقره الكنيست، ولكن ليس في السجون بل بالإعدامات الميدانية للمدنيين العزل الذين حرمت كل الشرائع والقوانين قتلهم.

وواصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، تصريحاته التحريضية ضد الفلسطينيين، معلنًا دعمه الكامل للجنود الإسرائيليين الذين أعدموا شابين فلسطينيين بدم بارد من مسافة صفر رغم استسلامهما في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وكان مقطع مصوّر قد وثّق لحظة إطلاق جنود الاحتلال النار بشكل مباشر على الشابين بعد خروجهما من منزل محاصر ورفع أيديهما، في مشهد أثار غضبًا واسعًا واعتُبر دليلاً إضافيًا على سياسة الإعدامات الميدانية التي تنتهجها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وقال بن غفير في منشور عبر منصة “إكس”: إن “تصرف الجنود كان تمامًا كما هو متوقع منهم”، في تبرير واضح للجريمة، ما اعتبره مراقبون تحريضًا رسميًا على القتل وتشجيعًا لسياسة الإعدام المباشر.

وفي هذا السياق قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، في تصريحات إعلامية رصدها المركز الفلسطيني للإعلام إن هذه الجريمة امتداد لسياسات الاحتلال في غزة، وها هي تُمارس اليوم في جنين أمام أنظار العالم، مضيفًا أن تصفية الشابين رغم استسلامهما تثبت أن “قانون الإعدام” الذي يروّج له بن غفير في الكنيست يُطبّق فعليًا على الأرض قبل إقراره بصورة رسمية.

وأكد محافظ جنين كمال أبو الرب أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الشابين رغم رفع أيديهما، كما منعوا طواقم الإسعاف من الاقتراب لنقلهما.

رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري قال إن إعدام الشابين في جنين يرتقي إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ويشكّل جزءًا من سياسة ممنهجة من الإعدامات الميدانية والاغتيالات التي ترتكبها قوات الاحتلال.

وأضاف الزغاري في بيانٍ وصل المركز الفلسطيني للإعلام، أن الاحتلال لا يحتاج إلى أي تشريع إضافي لممارسة القتل، فهو يمارس هذه الانتهاكات منذ عقود بصورة منظمة.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن ما حدث “جريمة حرب مكتملة الأركان” موثّقة بالصوت والصورة.

وفي بيان لها وصل المركز الفلسطيني للإعلام، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة جريمة إعدام الشابين الأعزلين، مؤكدة أن الجريمة تعكس “العقلية الإجرامية” التي تحكم سلوك الاحتلال.

وطالبت منظمة التحرير الفلسطينية بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل، مؤكدة أن ما جرى يعد “إعدامًا ميدانيًا” لشابين استسلما بشكل كامل ودون أن يشكّلا أي تهديد.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشابين المنتصر بالله محمود قاسم عبد الله (26 عامًا)، ويوسف علي يوسف عصاعصة (37 عامًا)، استشهدا برصاص الاحتلال في منطقة جبل أبو ظهير بمدينة جنين، وأن قوات الاحتلال احتجزت جثمانيهما.

في المقابل، قال جيش الاحتلال إنه فتح “تحقيقًا” في ظروف إطلاق النار، رغم أن توثيق الجريمة بالصوت والصورة دفع مؤسسات حقوقية للتشكيك في جدية هذا الادعاء.

ويُعرف بن غفير بمواقفه المتطرفة وتحريضه الدائم على الفلسطينيين، إضافة إلى تشديده ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين منذ اندلاع حرب غزة. كما تقدّم حزبه “القوة اليهودية” بمشروع قانون لفرض عقوبة الإعدام على الفلسطينيين المتهمين بقتل إسرائيليين.

وكان الكنيست قد أقر المشروع بالقراءة الأولى في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بأغلبية 39 صوتًا مقابل 16، على أن يُعرض للتصويت بقراءتين ثانية وثالثة قبل أن يصبح قانونًا ساريًا.

 

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة