ان استهداف الجياع لدى توجههم لاستلام المساعدات انما هي جريمة مروعة بحق الإنسانية تندرج في اطار سلسلة الجرائم المروعة المرتكبة بحق أهلنا في قطاع غزة.
نتساءل بكل ألم وحزن لماذا يتم التعامل مع أهلنا في غزة بهذه الوحشية دون أي وازع انساني او أخلاقي ولماذا يتم تدمير القطاع وبشكل ممنهج واستهداف ابناءه والشهداء الذين يرتقون ليسوا أرقاما ، بل هي دماء عزيزة على قلوبنا.
انها دماء شعب قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام ولكنه متشبث بثوابته وحقوقه وانتماءه لهذه الأرض .
ان ما يحدث حاليا في القطاع انما هي حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي فهذا هو التوصيف الدقيق للحرب الدائرة في غزة ومن يترددون في استعمال هذه المصطلحات خوفا من ازعاج هذه الجهة السياسية او تلك ، فهم لا يقولون الحقيقة ولا يعبرون عنها بصدق .
نتمنى ان يتحلى الجميع بالجرأة وان يصفوا الأمور بمسمياتها فما يحدث حاليا في غزة انما هي حرب إبادة ، واي توصيف اخر غير مقبول على الاطلاق .
اعان الله أهلنا في غزة على هذه المحنة ففي الوقت الذي فيه يستعد الكثيرون لاستقبال عيد الأضحى وكذلك أولئك الذين يعيشون في رخاء ويأكلون ويشربون ما لذ وطاب لا بد ان يتذكر الجميع انه هنالك جياعا في غزة لا يجدون لقمة طعام ولا يجدون ماء او دواء ويعيشون حالة رعب لان القذائف تنهمر عليهم والرصاصات توجهه لصدورهم بشكل مرعب وغير مسبوق .
لقد اعلنا مرارا وتكرارا رفضنا لما حدث في يوم ال7 من أكتوبر فالانسانية بالنسبة الينا لا تتجزأ ولا يوجد عندنا انسان يستحق الحياة وانسان يستحق الموت ، فكل البشر هم خلائق الله ونحن نرفض الإرهاب وثقافة الموت واستهداف المدنيين أيا كانوا بغض النظر عن انتماءهم الديني او العرقي.
ما حدث يوم ال7 من أكتوبر مرفوض وعندنا علامات استفهام كثيرة حول ما حدث في هذا اليوم المشؤوم الذي كنا نتمنى الا يكون واليوم نرى على الأرض ان الاحتلال اتخذ من هذا اليوم مبررا (وان كان ليس بحاجة للمبررات ) لكي يقوم بعدوانه على غزة ولكي يستهدف الضفة والقدس دون ان نتجاهل ما يحدث في محيطنا العربي وكأن الهدف من كل هذا هو ان يكون عندنا شرق أوسط جديد منسجم مع السياسات الإسرائيلية واطماعها في منطقتنا .
نحن امام مخطط خطير والعرب حتى هذه الساعة مواقفهم ضعيفة لا ترقى الى مستوى الحدث في حين انه يجب ان يدركوا بأن الذي يتآمر على فلسطين ليس صديقا لهم وسيأتي دورهم فالمتآمر على الشعب الفلسطيني هو متآمر على الامة العربية كلها وأتمنى ان يصحوا بعض العرب من كبوتهم وان يروا الحقيقة كما هي وان يقولوا كلمة الحق في هذا الزمن الرديء .
نحن امام مخططات شيطانية لخلط الأوراق وتصفية القضية وتفكيك الوطن العربي الى طوائف وقبائل متناحرة فيما بينها .
نحن في زمن يحتاج فيه العرب الى مزيد من الوعي ونتمنى ان تتسع رقعة الوعي والادراك في عالمنا لان تصفية القضية الفلسطينية والتآمر على الشعب الفلسطيني انما هو تآمر على كل ما هو انساني واخلاقي في هذا العالم .
وامام هذا الكم الهائل من المؤامرات ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية يبقى مطلبنا الاني والحالي والاساسي والأول والأخير في هذه الأوقات هو ان تتوقف حرب الإبادة.
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 4/6/2025