وكالة القدس للأنباء – مصطفى علي
افتُتح مساء الأربعاء في قاعة السفير في العاصمة اللبنانية بيروت، معرض “ألوان معلّقة” للفنان مروان عبد العال الذي جمع بين الفن التشكيلي والصرخة الإنسانية في لوحات تنبض بالوجع والجمال في آن.
ضم المعرض أكثر من 24 لوحة، تراوحت بين التجريد والتعبير، وجسّدت مشاهد الوجع و الذاكرة الفلسطينية، والطفولة المهدّدة، في غزة التي تصمد رغم الخراب. الألوان بدت وكأنها “معلّقة” فعلاً، تسبح في فضاء غير مستقر، بين الحياة والموت، الأمل والخذلان.
وقد حضر في اليوم الأول مجموعة من الفنانين والسياسيين والكتاب والصحفيين. وذلك في ملتقى السفير الذي كان المكان الذي رسم فيه ناجي العلي رسوماته موقعة بشخصية لا تكبر ولا تموت واسمها حنظلة، كما قالت قيّمة المعرض ومنسقة الأكاديمية تغريد عبد العال في كلمتها الافتتاحية والتي تحدثت فيها عن رؤية مروان الفنية في مسيرة فنية طويلة وحافلة وربما هامشية لكن مهمة وتوجت في هذا المعرض الفردي..
كما قدمت الفنانة بطريقتها قائلة أنه كان رساما في شبابه ونظم المعارض في الشبيبة، ورسم أيضا الكاريكاتير والبوستر وأغنى تجربته بسفره وتعرفه على فنانين من مختلف البلاد منطلقا من فضاء والده الفنان المولود في قرية الغابسية.
وضم المعرض مجموعة فنية رسمها الفنان في أثناء حرب الإبادة المستمرة في غزة والتي تحاكي مشاهد من المجزرة والمقتلة بوجوه متألمة لكن حالمة أحيانا وألوان قد تبدو هادئة كالأزرق لكن تصرخ.
وكانت دهشة الحضور هذا الزخم الذي يمتلكها الفنان من لوحات، وهذا التنوع في الأحجام والأساليب والألوان الذي يقول الفنان أن معانيها تغيرت بالنسبة له.
وقد أبدى الحضور انطباعات كثيرة حول لوحاته، مدينة تساؤلات حول الفترة التي رسمت فيها والأساليب، والتأثيرات الفنية المختلفة التي يأتي منها الفنان.
وعرضت أيضا مجموعة روايات الفنان وأغلفتها التي تحمل لوحاته السابقة.
وكتب الكثيرون انطباعاتهم على دفتر المعرض، وأكاديمية دار الثقافة بدورها تشكر الحضور الجميل وتشكر فنان الحلم والألم مروان عبد العال الذي يتوج مسيرته بهذا المعرض ويكملها رغم نضوجها منذ البداية..
في تصريح خاص لـ”وكالة القدس للأنباء”، قال عبد العال: “هذه الأعمال ليست مجرّد عرض لوحات، بل مواجهة من شظايا من الروح. في كلّ واحدة منها ظلّ شهيد، دمعة أم، أو لعبة طفل “.
وأضاف: ” نحن في زمن تهاوت فيه كل الإنسانية، في زمن حرب الإبادة والمجاعة التي تحصل بحق النساء والأطفال بآلة القتل الصهيونية وأمام مرأى العالم الصامت والمتخاذل والمتآمر على ذبح الشعب الفلسطيني”.
وختم: ” مع كل هذا الألم وأنين وصرخات الأمهات والأطفال جوعًا، إلا أننا منتصرون بإذن الله، ولن يتحقق مشروع يهودية الدولة وسنبقى نقاوم حتى آخر قطرة دم، فلسطين لنا ولن نقبل بأي بديل ولا نقبل بمسار حل الدولتين، الذي يعقد في الوقت الذي يباد شعب غزة وتزرع المستوطنات في الضفة الغربية”.