آخر الأخبار

غزة تحت الخناق.. الاحتلال يزحف بصمت نحو قلب المدينة

img

تتحرك خطة الاحتلال الإسرائيلي لفرض السيطرة العسكرية الكاملة على مدينة غزة بخطى حثيثة، متجاهلة الآثار الكارثية لهذه العملية العدوانية فيما العالم يشاهد بصمت الاستعداد لاستكمال إبادة شعب ومحو مدينة تاريخية عريقة.

على الأرض، كل المؤشرات تؤكد أن الاحتلال بدأ فعليًا مرحلة الإطباق على المدينة، بعيدًا عن بياناته الرسمية التي تزعم أن العملية لم تنطلق بعد.

حي الزيتون تحت النار

منذ 11 أغسطس الجاري، يشتعل جنوب المدينة، وخاصة حي الزيتون، بسلسلة من الغارات الجوية العنيفة، تمتد من شرق الحي حتى وسطه، مدمرة المنازل على رؤوس ساكنيها.

أكثر من 300 منزل سُويت بالأرض في مناطق محيطة بمسجد علي، والمصلبة، وشارعَي 8 وطوطح، وصولًا إلى أطراف ما يعرف بـ”محور نتساريم” الذي يشطر القطاع إلى نصفين.

شهود عيان تحدثوا عن موجات نزوح جديدة، إذ شاهدوا عائلات بأكملها تفترش الشوارع والمفترقات غرب غزة، بلا مأوى أو حتى قطعة قماش تحميهم من حر الشمس أو شظايا الصواريخ.

غرب غزة .. مشاهد من الكارثة

المشهد في غرب المدينة، من الأرصفة حتى شاطئ البحر، أشبه بلوحة كارثة إنسانية مكتملة: أطفال ينامون على الأرض، نساء يبحثن عن جرعة ماء، ورجال عاجزون أمام انعدام كل مقومات الحياة.

الصحفي الفلسطيني أحمد البرش وصف المشهد قائلاً: “اليوم، جنوب المدينة، وتحديداً حي الزيتون من شرقه إلى غربه، تعرض لسلسلة من الغارات الجوية العنيفة، رأيت بأم عيني عائلات بلا مأوى، بلا خيمة، بل بلا قطعة قماش تقيهم حر الشمس أو شظايا الصواريخ. المياه شبه معدومة، والاحتياجات الأساسية للحياة لا وجود لها. نحن أمام كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة”.

حي الصبرة، الملاصق للزيتون من الغرب، لم يسلم هو الآخر من قصف متواصل، يستهدف منازل مأهولة بالسكان.

في الساعات الأخيرة فقط، قصفت طائرات الاحتلال عدة منازل في الحي، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، بينما تتعذر عمليات الإنقاذ بفعل النيران الكثيفة والحصار المحكم.

من جانبه حذر الصحفي الفلسطيني محمد هنية من خطورة ما يجري قائلاً: “الاحتلال بدأ عملياته على الأرض، مع إخلاء شرق وجنوب المدينة، واستمرار عمليات النسف الشديدة للمباني، والتمهيد لتوغل قواته”.

وأكد أن ما تبقى من غزة – مركزها وغربها – يعيش على مسافة أيام من الإطباق الحقيقي، الاحتلال يبث الخدع عن خلافاته الداخلية بينما يدمّر بصمت، حتى نستيقظ على غزة وقد أطبق عليها الخناق.

مخطط تهجير

مصادر ميدانية أكدت لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال يسعى لتهجير من تبقى من السكان نحو الغرب المكتظ أصلًا بالنازحين، تمهيدًا لاحتلال كامل ما تبقى من المدينة.

الخطة التي أعلن عنها الاحتلال ضمن جدول زمني، يجري تنفيذها على الأرض دون ضجيج إعلامي، بينما ينشغل الخطاب الإسرائيلي بتسويق صراعاته الداخلية، وفق المصادر.

الواقع يقول إن ما تبقى من غزة يعيش على حافة الإطباق الكامل، وقد لا تفصلنا سوى أيام عن سقوطها في قبضة الاحتلال، في حرب دموية لا تكتفي بالقصف، بل تستخدم التجويع كأداة حصار، تاركة أكثر من مليون إنسان في مواجهة العطش والجوع والموت.

18 عامًا من الحصار، و38 عامًا من الاحتلال السابق، لم تُنهِ صمود غزة، لكن هذه اللحظات هي الأخطر في تاريخها الحديث، وسط صمت دولي مطبق، يستمر الزحف على المدينة، فيما يواصل الغزيون حياتهم بين الركام، بانتظار فجرٍ لا يعرفون إن كان سيحمل لهم النجاة أو جولة جديدة من الجحيم.

وترتكب دولة الاحتلال منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 61,827 شهيدًا و155,275 إصابة، وأكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة العشرات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.

 

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة