آخر الأخبار

عميرة هاس لا تكذبي إنّي رأيتكما معاً

IMG-20250711-WA0283

حمزة البشتاوي

تتبنّى صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية رؤية وأفكار اليسار الصهيوني في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وتعارض سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية معارضة نقدية في الموقف والتحليل.

وهذا النقد لم يؤثّر على نظرة غالبية الفلسطينيين إلى الصحيفة التي تُعتبر إحدى أهم أذرع البروباغاندا الصهيونية للتغطية على ممارسات الجيش والمستوطنين، باعتبارها أخطاء جانبية.

وتعمل «هآرتس» كصحيفة موجّهة بأكثر من اتجاه وأكثر من لغة لمخاطبة كل جهة على حدة، ومن أبرز الجهات التي تخاطبها الصحيفة هي جمهور الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة.

وفي ذروة حرب الإبادة والتجويع على قطاع غزة والعدوان على الضفة الغربية، كتبت الصحافية عميرة هاس، صاحبة الشخصية الجدلية بالنسبة إلى الفلسطينيين، مقالاً تحدّثت فيه عن ممارسات الجيش الإسرائيلي من سرقة مجوهرات وأموال وسيارات وهواتف نقّالة وساعات يد وحصالات الأطفال، دون أن تتطرق إلى سرقة الأرض وانتشار البؤر الاستيطانية على التلال لتكون منطلقاً للهجمات على الفلسطينيين أصحاب الأرض بهدف قتلهم وتهجيرهم قسراً كمقدّمة لإعلان ما يُسمى السيادة الإسرائيلية ضمن المنطقة (ج) التي قالت عنها عميرة هاس إنها تجسّد عبقرية التخطيط الإسرائيلية وسذاجة القيادة الفلسطينية.

وتسير عميرة هاس على خطى اليسار الصهيوني الذي يتبع اليوم سياسة الصمت وعدم المبالاة تجاه ما يقوم به نصفه الثاني المتمثّل باليمين الصهيوني. وفي بعض الأحيان تبدو هاس وكأنها تغرّد خارج السرب عندما تقارن بما يصدر عن اليمين الفاشي وغلاة المستوطنين الأكثر تأثيراً في صناعة القرار العسكري والسياسي الإسرائيلي.

ولا يكفي أن تقوم عميرة هاس بالحشو والتأويل والانتقاد السطحي، عند تناولها ما يجري في الضفة الغربية، خاصة على صعيد الاعتداءات الهادفة لفرض واقع جديد بقرارات استيطان تبدأ سرية ومن ثم تُعلن وفق استراتيجية شاملة يتبناها اليمين ويسير معها اليسار وأفكاره التي لن تمنع عميرة هاس، وإن أنكرت ذلك، من أخذ رأي المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين واللقاء معه قبل كتابة مقال عن الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعدم قدرة هاس على الإنكار مرتبط برؤيتها التي تلتقي معه أكثر من مرة من خلال عدسة مكبّرة ونظرة بعيدة تؤكد أنهما يلتقيان معاً في الأهداف مع اختلاف في الأساليب والأهداف والمصالح.

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة